استوقفني كلام الجنرال ميشال عون عندما طرح أنه يريد رئيساً ينتخبه الشعب وهو يعلم علم اليقين أنّ إجراء انتخابات في ظل الظروف المعلومة خصوصاً مع سلاح «حزب الله» المختلف عليه محلياً هو غير معقول، فعدد كبير من اللبنانيين يعارضون هذا السلاح، وبالتالي فإجراء انتخابات ضمن هذه الظروف غير ممكن.
لذلك عندما يطرح مطالبته بالانتخابات النيابية يعلم مسبقاً أنّ هذا الطلب لن يتحقق… إذ هو يبدو وكأنه يقول: أنا أو الفوضى.
من ناحية ثانية، أعجبني ما يقوله سماحة السيّد حسن نصرالله عن «الممر الإلزامي»… فأين يتوافق هذا «الإلزام» مع الكلام على الوفاق والحوار والاخوة؟
الى ذلك، إصرار «حزب الله» على خطاب سياسي يشدّد على ضرورة وصول رئيس للجمهورية قوي مسيحياً.
في هذه النقطة أود أن أقول: صحيح أن الجنرال عون زعيم مسيحي كبير، ولكنه ليس وحده فهناك سمير جعجع وأمين الجميّل…
اليوم مَن أقوى زعيم في السُنّة؟ سعد الحريري: هو الذي يقرّر من يكون رئيس الحكومة.
وفي الشيعة: الاتفاق بين «حزب الله» و»أمل» ينبثق منه نبيه بري رئيساً للمجلس.
لذلك على المسيحيين هم أنفسهم أن يقرروا من هو الرئيس… فلماذا يجب أن يقرر عنهم الآخرون؟ وبالتالي لماذا يصر «حزب الله» على أن يفرض على المسيحيين رئيسهم؟!.
فلو اتفق الجنرال عون والدكتور سمير جعجع على أحدهما أو على شخص آخر رئيساً فعندئذٍ يمكن للطيف المسلم أن يوافقهم.
أخيراً، ننصح الجنرال عون الذي سلم جبران باسيل رئاسة التيار أن يجمع المسيحيين كلهم ويكون صانعاً للرئيس إذا أراد أن يترجم فعلاً حبه للمسيحيين وللبنان.