اتسم خطاب سماحة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، بالحرص الشديد على المصلحة الوطنية، وتميز بالحكمة والوعي، وذلك وفق ما وصفته مصادر في 8 آذار، حيث اكد سماحته ان الانتخابات النيابية في لبنان لم ولن تكون مسألة حياة او موت بالنسبة للبنانيين، بل هي مسار طبيعي في الحياة الديموقراطية، وبالتالي يتوجب على جميع القوى والاحزاب ان تتحلى بالصبر والحكمة وتقديم تنازلات لما فيه مصلحة الوطن ومصالح جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، في وقت اثنى العديد من القوى على ما تضمنه خطاب سماحة السيد، والذي خالف رغبة القوات اللبنانية برفع مستوى حدة الخلاف، والتحريض على عدم التوافق ومحاولة تحويل النزاع القائم حول قانون الانتخابات الى نزاع مسلم – مسيحي.
واكدت مصادر 8 آذار ان حزب الله لا يرى في الساحة اللبنانية قوى مسيحية فاعلة تتعاطى في الشأن العام من باب المصلحة العامة سوى التيار الوطني الحر وتيار المردة وبعض المستقلين من المسيحيين، وانه لا يأخذ بعين الاعتبار وجود القوات التي جرى اقتراحها، لزرع اسفين بين التيار الوطني الحر وحزب الله، لاعتبارات داخلية وخارجية لكن تشير المصادر نفسها في 8 آذار الى فشل هذا المخطط ووصوله الى حائط مسدود، نظراً للثقة المتينة والقوية بين قيادتي التيار والحزب وجمهورهما، لان التيار الوطني يدرك ويمسك بالدليل القطعي ان حزب الله ضمانة وطنية، واقليمية للمسيحيين في هذا الشرق، ولغير المسيحيين، ترجم ذلك من خلال التضحيات الجسام التي قدمها من اجل ذلك، وليس بالتباكي والتحريض كما يفعل البعض، وهذا البعض الذي يملك ابواقاً تعكس حجمه خلافاً لواقعه الحقيقي. وهؤلاء يعلمون علم اليقين ان حزب الله يسامح ويتساهل. ويتجاوب مع كل القوى السياسية اللبنانية على اختلاف مذاهبها آخذاً بعين الاعتبار مصلحة اللبنانيين عامة، لكنه في الوقت نفسه حازم جداً مع القوى الفتنوية التي لا تزال تحتفظ برصيد عال من العلاقات الخارجية التي لا تصب في مصلحة لبنان.
من جهة اخرى لفتت مصادر 8 آذار الى ان الصراع على قانون الانتخابات يقع في خانة المعركة على رئاسة الجمهورية المقبلة، ورغبة وزير الخارجية اللبنانية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في تبوؤ سدة الرئاسة بعد انتهاء ولاية الرئيس العماد ميشال عون، وبوجود هذه الرغبة لدى باسيل تجعله احياناً تحت تأثير ضغوط القوات اللبنانية التي تسعى الى قانون يرفع من حجم مقاعدها في المجلس النيابي ويمنع وصول مسيحيين مستقلين باعداد كبيرة الى المجلس، لضمان عدم وصول زعيم تيار المردة النائب سليمان فرنجيه الى سدة الرئاسة وهو الذي يتمتع برصيد قوي عند الشيعة والسنة والدروز، ويعتبره حزب الله من الخطوط الحمراء التي لا يسمح بتجاوزها، والاقرب الى قلبه وعينه.