Site icon IMLebanon

مكابرة 14 آذار لـ«التسوية الشاملة»

مرة جديدة تخطئ بعض قيادات فريق 14 آذار في حساباتها ومقاربتها للوقائع والأحداث التي يتم في أغلب الأحيان وبحسب اوساط مرجع سياسي بارز تحليلها استنادا إلى الأحلام والتمنيات في حصول متغيرات لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع إلا في المخيلة الواسعة لبعض ما يسمى بصقور 14 آذار الذين يتعاطون بخفة حتى هذه اللحظة مع التسوية الشاملة التي حدد خطوطها العامة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

وأشارت الى أن ما قدمه السيد نصرالله هو ما سنصل إليه عاجلا أم آجلا مهما كابرنا ومهما تصلبنا ومهما مارسنا من شعبوية ومزايدات عبثية، إلا أن الفرق هو ما بين أن نذهب جميعا كلبنانيين نحو هذه التسوية برضانا بعقل منفتح لحل شؤوننا وقضايانا أو نذهب تحت ضغط الأحداث الأمنية ومخاطر الفتنة والفوضى في البلاد وذلك برعاية القوى الإقليمية والدولية التي ستتعاطى معنا عند بحث هذه التسوية كقاصرين غير جديرين بإدارة شؤون بلادهم وبالتالي فأن تكاليف وأعباء تلك التسوية ستكون أكبر بكثير كون مصالح الدول الكبرى وتعقيدات علاقاتها واستراتيجياتها تجاه لبنان والمنطقة سيجعل لبنان في هذه التسوية جزءا لا يتجزأ من لعبة الأمم الجهنمية التي لا تعير اهتماما لمصالح الشعوب وحقوقها المشروعة بل فقط لمصالحها.

ولفتت الى أنه من دون أدنى شك بان الأزمة السورية قد استنزفت بشكل كبير جميع القوى التي تورطت في وحول الميدان السوري وصحيح ايضا بأن اللعبة في سوريا باتت أكبر من جميع القوى الإقليمية ومن بينها حزب الله الذي لا يمكنه وحده أن يقرر مصير الأزمة السورية المحكومة بمسار الحل السياسي الذي سيقرره الكبار في نهاية المطاف استنادا إلى معطيات كثيرة أهمها معطى تقاسم النفوذ ضمن بنيان النظام الإقليمي الجديد الذي يتم تحديد معالمه بدقة في كل أرجاء منطقة الشرق الأوسط.

وشددت الأوساط على ان هذه المعطيات حول الأزمة السورية لا يعني أبدا بان دور حزب الله وحلفاءه قد بات هامشيا من مسار تطورات الأحداث الجارية سياسيا وعسكريا في سوريا، وبناء على ذلك يخطئ كثيرا في حساباته وتحليلاته وقراءاته من يظن في لحظة طيش سياسي بأن عرض حزب الله للتسوية في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا ومحيطها وجوارها نابعا عن ضعف أو ارباك من سياسي او أمني من أي نوع كان، خصوصا أن جميع المعطيات المرتبطة بوضع الحزب في سوريا ولبنان هي أفضل بكثير من أوضاعه مع بداية الأزمة السورية التي دخلت منعطف التدويل حتى اشعار آخر بعد التدخل الروسي الوازن والحاسم في العمليات العسكرية الجارية على الأرض السورية، واستنادا إلى ما يجري في كواليس المباحثات الدبلوماسية الجارية هنا وهناك فأن أي حل في سوريا اليوم أو غدا أو في أي يوم آخر لا يمكن أن ينجز أو يكون له مكان على أرض الواقع ما لم يراع حيثية حزب الله والأخذ بهواجسه وتطلعاته ورؤيته من الملف السوري الذي كرس حزب الله من خلال قوته الميدانية لاعباً أساسياً فيه لا يمكن لأي قوة دولية أو اقليمية أن تتجاوزه أو تمر عليه مرور الكرام.