IMLebanon

انتخابات طالبية… بلا حراك!

تأتي انتخابات المجالس الطالبية في عدد من الجامعات لتكرس اصطفافات سياسية وطائفية امتداداً للانقسام في البلد.

استهلت الانتخابات في الجامعة اللبنانية الأميركية وتقاسمتها قوى 8 و14 أذار والحزب التقدمي، في غياب فاضح للمستقلين وللصوت الشبابي خارج الاصطفافات القائمة. وفي هذه الانتخابات طغت الحزبية السياسية بوضوح على حركة الشباب في الجامعات، وإن كان الجسم الطالبي عامة لا يكترث كثيراً لما يسمى التمثيل القائم في المجالس كونه لا يقدم ولا يؤخر طالما أن القرار النهائي تتخذه الإدارة المسؤولة عن شؤون الجامعة والطلاب، ولا تاثير مباشر للمجالس والحكومات الطالبية على سير الأمور الأكاديمية، حتى في موضوع الاقساط. ويعني ذلك أن الانتخابات تجري في غياب البرامج الشبابية والنقاش بين الطلاب الذي يمنحهم عادة دوراً رئيسياً يؤسس لانخراطهم في القضايا الاجتماعية والمدنية في البلد. وإذا كانت الانتخابات الطالبية تكتسب أهميتها كتقليد ديموقراطي في الجامعات، تبقى، في المقابل، بلا معنى ما لم تكن خطوة انتقالية لتأسيس وعي شبابي عام يعيد الاعتبار الى الدور الطالبي المؤثر في القضايا العامة، والمساهمة في النهوض الديموقراطي وحمل هموم الشباب من الجامعة الى الفضاء العام، وتشكيل نواة شبابية قادرة على التواصل مع الكتلة الشبابية على مستوى البلد. وما نشهده في الجامعات اليوم، التي تعتبر الخزان الأساسي للأفكار المتنورة، لا يدل على أن هناك نهوضاً شبابياً يؤسس لمرحلة جديدة من العمل الطالبي ويطرح قضايا تتعلق بمستقبل الشباب وحقوقهم في العمل والعيش بكرامة، بعيداً من الشعارات الفارغة والمستهلكة والتي تستحضر تجارب سابقة تسقط شعاراتها وأهدافها على الراهن.

أنجزت انتخابات الطلاب في اللبنانية الأميركية، وسنشهد انجازها في جامعات أخرى باستثناء الجامعة اللبنانية، المعطلة انتخاباتها بفعل الخلاف السياسي والطائفي في لبنان. وهذه الانتخابات نسخة مطابقة لتجارب السنوات الماضية، مع لوائح تحتكرها قوى 8 و14 آذار، على الرغم من ان الحزب التقدمي قرر هذه السنة خوض الاستحقاق منفرداً بلا تحالفات، أي أن هذه القوى لم تترك مجالاً لنقاش طالبي أكاديمي حقيقي، وكأنها تخوض معركة لإثبات حضور هذه القوى في الجامعات، وإجراء استفتاء التأييد لها بعيداً من مصلحة الطلاب في الجامعة وفي القضايا التي تعنيهم خارجها. ويجوز السؤال هنا عن دور طلاب الجامعات في الحراك المدني الشبابي، وما اذا كان يعنيهم رفع مطالب اجتماعية تصب في النهاية في تحسين اوضاعهم، ذلك أن الحراك الشبابي والشعبي والمدني يبقى بلا أجنحة، ما لم يستقطب الطلاب أنفسهم، وهم المعنيون بمستقبل البلد، قبل أن نتحدث عن تأمين فرص العمل ومكافحة الفساد وإعادة بناء المؤسسات وإطلاق عملها. وتبقى المراهنة على حراك طالبي ديموقراطي في الجامعات يكسر الاحتكار والاصطفافات!