IMLebanon

تلامذة من لبنان… لاجئون أيضاً!

تنقل روايات كثيرة عن تلامذة سوريين التحقوا حديثاً في مدرسة رسمية. بعضهم ولد في لبنان منذ بدايات اللجوء، وآخرون لجأوا مع أهاليهم الى لبنان، قبل أن يقونن لبنان هذه العملية بإجراءات اتخذها، لكن بعد 3 سنوات من اللجوء العشوائي كاد يهدد النسيج الاجتماعي اللبناني والاستقرار، فيما الأخطار لا تزال ماثلة على السوريين واللبنانيين معاً. ويتحدث معلمون عن أولاد لا يعرفون من اين أتوا، ولا يعرفون شيئاً عن سوريا ولبنان أيضاً، حتى أن بعضهم لا يعرف أين تقع سوريا، وحدودها على مرمى حجر من تجمعات لاجئين في البقاع والشمال وفي الجنوب أيضاً على مرتفعات جبل الشيخ المطلة على دمشق. ويندمج بعض الأولاد اللاجئين مع تلامذة لبنانيين في المدرسة نفسها وفي الصف، حتى نكاد لا نفرق بين تلميذ لبناني وآخر سوري لاجئ، لنكتشف أن كل التلامذة يتصرفون على طريقة اللجوء بالفقر والحاجة التي تجمع حياتهما في مجتمع لجوء جديد.

سنكتشف ان هناك كثراً من التلامذة اللبنانيين في القرى البعيدة وفي أحياء فقيرة وبائسة في المدن لا يستطيعون أن يرسلوا اولادهم الى المدرسة ما لم تؤمن لهم الكتب وتسدد رسوم التسجيل، فيتساوون باللاجئين الذين تسد في وجوه كثيرين منهم فرص الحصول على مقعد دراسي بسبب غياب الدعم وعدم قدرة الدولة اللبنانية ممثلة بوزارة التربية على استيعاب تلامذة جدد، وإن كانت وزارتنا ووزيرها يكابران بالحديث عن القدرة على فتح مدارس جديدة وتأمين المعلمين وكل المتطلبات والمستلزمات الضرورية إذا توافر التمويل الدولي، فيما لا تكترث الوزارة أو أنها لا تتنبه الى وجود مجتمع لاجئ كبير يضم تلامذة لبنانيين بلا تعليم ولا قدرة لأهاليهم على إدخالهم الى المدرسة، وهو أمر يطرح الكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات عن جهوزية لبنان للاستيعاب، في وقت رواتب المعلمين المتعاقدين لتعليم اللاجئين لم تسدد بالكامل من التمويل السابق المحدود، ولا صناديق المدارس التي يفترض أن تدعم استمرار التعليم، ملأتها خزانة المال وقرارات التربية، فبقيت شبه فارغة على رغم الحديث عن انجازات الوزارة.

وللكلام على المجتمع اللاجئ مناسبة يراهن من خلالها وزير التربية الياس بو صعب على الحصول على تمويل ودعم في مؤتمر الدول المانحة في لندن، وهو يدرك سلفاً أن الدعم، مهما بلغ حجمه لن يلبي حاجات لبنان لتعليم اللاجئين. وقبل أن نطالب وزير التربية بإعادة النظر بطريقة تعليم اللاجئين، ندعو الى أن يحمل ايضاً مطالب لتعليم التلامذة اللبنانيين الذين تأثروا باللجوء كما لبنان كله، والنظر الى الموضوع من زاوية ان لبنان يحتاج الى دعم دولي وعربي أيضاً، قبل أن يتحول بعض أولاده والجيل الذي يكبر بلا تعليم حقيقي، الى التشرد، ويسألون، أين يقع لبنان؟