عادت جامعة الحكمة إلى سرب الإنتخابات الطلابية بعد غياب 12 عاماً من جراء التجاذبات الحزبية الطلابية آنذاك. وسيكون طلابها غداً الجمعة على موعد مع استحقاق سيثبت خلاله أكثر من 3 آلاف طالب لمن ستكون الغلبة في مجلسهم المؤلف من 19 مقعداً، وذلك بعد أن قررت الإدارة منذ شهر عودة الحياة السياسية إلى حرمها الذي سيكون بين الثانية عشرة ظهرا والسادسة من مساء الغد على موعد مع معركة سياسية حزبية بغطاء طلابي تماما كما بقية الجامعات.
وعلى الرغم من أن القرار كان محط ترحيب من كل الأفرقاء إلا أن الإعتراض الوحيد كان أن المدة غير كافية للتحضير بعد فترة «إيقاف قسري» للنشاطات الحزبية والسياسية، إلا أن الماكينات كافة جهدت لتكون على أهبة الإستعداد لليوم المنتظر حيث يمكن تلخيص المعركة بين المتنافسين الأساسيين «القوات اللبنانية» المتحالفة مع «الحزب التقدمي الاشتراكي» ومع «الكتائب» مقابل «التيار الوطني الحر» المتحالف مع «حركة أمل» و«حزب الله»، فيما ارتأى «تيار المستقبل» خوض غمار المنافسة «الجديدة» عليه في تلك الجامعة منفرداً نظراً لما تمثله الجامعة من خصوصية وكونها المرة الاولى لمشاركته في انتخاباتها. كما يشارك المجتمع المدني في ذلك النهار الإستثنائي.
يتبارى المتنافسون وفق القانون الأكثري على مقاعد 8 كليات، وستكون المعركة الأكبر في كليتي إدارة الأعمال (8 مقاعد)، كلية الحقوق (5 مقاعد)، في معركة ستشكل تحدياً أمام الطلاب جميعاً لترسيخ مفهوم التعايش والانفتاح والديموقراطية وتَقبّل الآخر.
ورحّب منسق مكتب الجامعات الخاصة في مصلحة الشباب في«تيار المستقبل»، بكر حلاوي «بعودة الإنتخابات إلى ذلك الصرح التربوي حيث سيكون للطلاب فرصة التعبير عن رأيهم والتصويت لمشروع يحمل شؤون الجامعة كافة واحتياجات الطلاب» ولفت إلى أن «التيار يشارك بمرشح واحد منفرداً لأنه لا ممارسة سابقة لطلاب التيار فيها ولأنها تمتلك حساسية متجذرة تتخطى الحدود الطلابية»، مشدداً على «أن المعركة هدفها خدمة الطلاب وتلبية احتياجاتهم بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى».
ونوّه مسؤول دائرة الجامعات الفرنكوفونية في «القوات» منير طنجر بعودة الحياة السياسية إلى الجامعة وإن كان يتوجب على الإدارة الإعلان عنها من فترة أطول، واعتبر أن ذلك خطوة جيدة ستعيد للطلاب حقهم بممارسة خيارهم الديموقرطي بالانتخاب إسوة ببقية الجامعات»، مشيراً إلى «أن التحالفات شبيهة بتحالفات القوات على مستوى الوطن و«المستقبل» ليس بعيداً عنا وقراره أن يكون منفرداً مرده فقط إلى كون تركيبة الجامعة جديدة عليه». وشدد طنجر على أن «الهدف هو إعادة الحياة إلى الجامعة على المستويات كافة وبرنامجنا الانتخابي لحظ كل احتياجات الطلاب ومتطلباتهم وهواجسهم الأكاديمية والترفيهية والاجتماعية».
يشارك «التقدمي» بالإنتخابات إلى جانب «القوات – الكتائب» انطلاقاً من مبدأ التوافق على البرامج الإنتخابية الأكاديمية بغضّ النظر عن أية حسابات أخرى. وأشاد مسؤول الجامعات الخاصة في «منظمة الشباب التقدمي» نزار أبو الحسن بعودة الحياة السياسية إلى الجامعة، واعتبر أن «التقارب مع أي طرف أساسه مصلحة الطلاب. والخيار يتم اتخاذه وفق برناج العمل الذي يتم طرحه وغايتنا الوصول إلى مكاتب طلابية فاعلة تنفّذ برامجها بعد الإنتخابات وتكون صوت كل الطلاب».
تعود الانتخابات لتضع جامعة الحكمة على سكة الجامعات في صونها لحقوق الطلاب في اختيار ممثليهم. والعيون تتجه غداً إلى ما ستكون عليه نتائج تلك العملية الغنية في حرم «الحكمة» التي يّؤمل أن يجسد شبابها بتنوع انتماءاتهم نموذجاً للتعايش والحوار والصوت الحر.