Site icon IMLebanon

«الغباء ليس له حدود»!  

 

أحياناً، يبدو للمتأمّل أنّ رغبة إيران في الانتقام من العرب لأنهم اسقطوا دولة المجوس الساسانية توازي رغبة إسرائيل في الإنتقام من العرب بسبب يهود خيبر وبني قينقاع؟ فكيف إذا وجدت الرغبتان قواسمهما المشتركة؟

 

يقدّس اليهود إيران لأنها دولة «شوشندخت» الزوجة اليهودية الوفية للملك يزدجرد الأول ولها مقام مقدس يحج إليه اليهود من كل العالم؟ أليْست إيران بالنسبة لليهود هي أرض كورش مخلصهم وفيها ضريح «استرومردخاي» المقدس وفيها توفي النبي دانيال ودفن النبي حبقوق وكلهم أنبياء مقدسين عند اليهود، ويحج يهود العالم إلى إيران لأن فيها جثمان «بنيامين» شقيق نبي الله يوسف عليه السلام وأحياناً فاق حب اليهود الإسرائيليين لإيران حبهم لمدينة القدس!

أغلب الظنّ أن العرب لم يقرأوا يوماً أن المرجع الأعلى ليهود إيران داخل إسرائيل هو الحاخام الأعظم حاخام يديديا شوفط تربطه علاقات ودية جداً مع قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني، وأنّ نحو مئتي ألف يهودي إيراني في إسرائيل يتلقون تعليماتهم من مرجعهم في إيران الحاخام الأكبر حاخام يديديا شوفط المقرب من حكام إيران وكنائس اليهود في طهران وحدها تجاوزت 200 معبد يهودي!

في المقولة الاينشتانية المشهورة: «الغباء ليس له حدود»!! والحكام العرب لا يقرأون، وإن قرأوا لا يفهمون، وإن فهموا قد يقولون، وإن قالوا فهم يكذبون لأنهم يقولون ما لا يفعلون!! ثلثي الجيش الإسرائيلي وأكبر المستوطنات من يهود إيران وإيران تعتبرهم مواطنين مهاجرين، ولشركات إسرائيل الأفضلية في الاستثمارات داخل إيران عبر أكثر من 200 شركة إسرائيلية، ويبلغ عدد يهود إيران في إسرائيل مئتي ألف يهودي ولهم نفوذ واسع في التجارة والأعمال والمقاولات العامة والسياسة ونفوذ أكبر في قيادة الجيش الإسرائيلي! ويمتلك يهود إيران إذاعات تبث من داخل إسرائيل ومنها إذاعة راديس التي تعتبر إذاعة إيرانية متكاملة كما توجد لديهم إذاعات على نفقة دولة إيران!!

وعلى المقلب الآخر تعتبر إيران أكبر دولة تضم تجمعات كبيرة لليهود خارج دولة إسرائيل ولم يقطعوا تواصلهم بأقاربهم في إسرائيل، كبار حاخامات اليهود في إسرائيل هم إيرانيون من أصفهان ولهم نفوذ واسع داخل المؤسسات الدينية والعسكرية ويرتبطون بإيران عبر حاخام معبد أصفهان!!

لو كان العرب يتعلمون شيئاً مما يقرأون لأدركوا مبكراً حقيقة تمكين أميركا لإيران من العراق العربي ولأدركوا حجم الخطر الذي رموا به المنطقة بصمتهم المتعمّد، ولكان لهم شاهد من مذكرات دونالد رامسفيلد التي كشف فيها: «السيستاني تسلم 200 مليون دولار من المخابرات الأميركية ليساعدهم على غزو العراق وليصدر لهم الفتاوى تلزم الشيعة بعدم التعرض لقوات التحالف والتعاون معها على أكمل وجه، وكان السيستاني مع أفراد من حراسته يجتمع بعد منتصف الليل بالمخابرات الاميركية متحاشياً الخروج نهاراً في قصر صدام في النجف مع الجنرال سايمون يولاندي وبحضور نجل السيستاني محمد رضا».

بالتأكيد أن اليهود قرأوا، وحلفاؤهم في إيران قد قرأوا أيضاً، ما لا نعرفه ما إذا كان العرب قد قرأوا أيضاً أو سمعوا الحديث الشريف عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ (أصفهان)، مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْيَهُودِ، عَلَيْهِمْ السيجان» رواه أحمد [21/55].