لبّيت دعوة رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط (M.A.E) محمد الحوت لافتتاح مركز التدريب على الطيران والذي جاء ضمن خطة وضعها محمد الحوت بدأت كما هو معروف منذ تسلمه الشركة عام 1998 بتكليف من حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة، وكان الحوت من كبار المدراء في مصرف لبنان… ولكن نزولاً عند رغبة الحاكم ذهب محمد الحوت الى M.A.E.
دخل الى الشركة في أصعب الأوقات إذ مرّت على الشركة مراحل صعبة جداً بدأت مع بداية الحرب اللبنانية لا بل قبلها، فأوّل اعتداء كان عام 1968 يوم نزلت قوة كومندوس عدوّة إسرائيلية في المطار وأحرقت 18 طائرة لـ»ميدل إيست»، ومع بداية الحرب التي انعكست سلباً على عمل الشركة… بين توقف بسبب الحرب وبين العمل وإلى التوقف اثناء الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 وحصار بيروت لمدة 100 يوم واحتلال إسرائيل لأوّل عاصمة عربية هي بيروت… أضف الى أنّه يوماً يفتح المطار ويوماً يقفل المطار بسبب تبادل القصف بين «الشرقية» و«الغربية» حتى وصلنا الى «مؤتمر الطائف»، فبدأت عودة الحياة الطبيعية، الى أن جاءت اعتداءات 1994- 1995 الى حرب تموز 2006، ونذكر هذه التواريخ لكي لا نظلم أحداً.
ولكن عندما تسلم الاستاذ محمد الحوت الشركة وضع خططاً للنهوض:
أولاً: الإستغناء عن الفائض الكبير في الموظفين وبالرغم من صعوبة هذا القرار التاريخي تمكن من الصمود والوقوف أمام كل المضايقات والضغوطات والحمد لله استطاع أن يستغني عن الفائض وأصبحت الشركة قابلة للنجاح.
ثانياً: كان شراء طائرات جديدة بدل الاستئجار وهكذا اشترى 6 طائرات في مرحلة أولى ثم 6 في مرحلة ثانية ثم 6 في مرحلة ثالثة فأصبحت الشركة تملك 18 طائرة جديدة.
واليوم أمام هذه القفزة النوعية في شركة «طيران الشرق الأوسط» وفي مطار الشهيد رفيق الحريري والتي تمّت في حضور الرئيس سعد الحريري، نرى أنّ دولته يسير على خطى الوالد الشهيد العمرانية… وكم كان لافتاً أن يعلن من مطار رفيق الحريري تسمية المبنى الذي افتتح أمس باسم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
ومن الأمور اللافتة أيضاً كلام الوزير فنيانوس بقوله: كم ظلمنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وتبقى بين أبرز العلامات الفارقة في هذا الحدث المهم أمس قول الرئيس سعد الحريري بمشاركة المواطنين في 25٪ من أسهم الشركة طبعاً بعد موافقة مجلس الوزراء.
وختاماً يمكن الجزم بأنّه ليس صحيحاً أنّ كل ما يكون بإشراف الدولة هو فاشل، فعندما يتوافر الاوادم والمخلصون وأصحاب الكفاءات والرجل المناسب في المكان المناسب يكون الربح وفيراً وتحفظ المصلحة العامة، كما صارت حال شركة «طيران الشرق الأوسط».
والعقبى للكهرباء التي هي رابحة في كل أنحاء العالم، فلماذا لا تربح في لبنان؟
عوني الكعكي