Site icon IMLebanon

التهويل بالأمن… على أبواب الرئاسة

 

مصدر أمني: لا صحّة لمزاعم الخلايا الإنتحارية والأمن ممسكوك

 

 

إنطلقت في اليومين الماضيين موجة تسريبات إعلامية تروِّج لموجة تطرّف جديدة قوامها عودة مجموعات متطرّفة من إدلب السورية في إطار مشروع تفجيرات أمنية واسعة، تستهدف بشكل خاص الضاحية الجنوبية بالإضافة إلى تحرّك خلايا ناشطة على الحدود الشمالية في وادي خالد، وإحياء مجموعات أخرى في طرابلس في مشهد قاتم، يتكامل مع إعادة إنتاج اتهامات للقوى السياسية المسيحية المعارضة لـ»حزب الله» وخاصة «القوات اللبنانية» باعتماد لغة التقسيم واستعادة خطاب التخوين والانقسام على هذا الأساس.

 

توقف المتابعون هنا عند مقاربة تغيب عن الذين يعملون على إدخال طرابلس والشمال في معادلات أمنية وربطها بالتوتير السياسي المتعلّق برئاسة الجمهورية، لتكون الخلاصة بأنّ طرابلس لا تؤثِّر في المعادلة الرئاسية لا من قريب ولا من بعيد، وأنّ الأعمال الإرهابية المفترضة لا تصلح للاستثمار في مسألة الرئاسة، بل ما يمكن أن يؤدّي إلى تحريك الأوضاع من الزاوية الأمنية، صدامٌ مسيحي- مسيحي في الميدان، وهذا غير متوافر وتنبّهت إليه القوى المسيحية سريعاً، وإما صدام مسيحي- شيعي على غرار غزوة الطيونة عين الرمانة، وهذا الاحتمال مستبعد بعد الدروس التي نتجت عن تلك الواقعة. أمّا الصدام السني- الشيعي فهو غير وارد نظراً للاختلال القائم وعدم وجود طرف سني مقابل «حزب الله». من هنا يصبح استحضار طرابلس والشمال وعكار في هذه المعادلات مجرّد أذى وتخريب لمجرّد التخريب.

 

تكمن خطورة التسريبات الأمنية في أنّ سابقاتها في مراحل مختلفة، كانت تمهِّد لأحداثٍ خطرة يجري إعدادها سلفاً لخلق متغيّرات سياسية في محطات مفصلية، وخاصة قبل انتخاب رئيس للجمهورية.

 

مصدرٌ أمنيّ رفيع نفى لـ»نداء الوطن» أن الأنباء التي تحدّثت عن القبض على خلايا انتحارية وعلى انغماسيين مزنّرين بأحزمة ناسفة تستهدف الضاحية أو غيرها، مؤكداً أنّ عمل الأجهزة الأمنية يطال مختلف أنواع الجرائم، وتحصل توقيفات للاشتباه بأشخاص في مجال الإرهاب والمخدِّرات وغيرها، وأنّ ما يجري سوقه من حديث عن الأشخاص الذين غادروا إلى إدلب أو عادوا منها ليس جديداً ومعروف لدى عامة الناس، وليس هناك مسوِّغ لاستخدامه في أيّ سياق أمني خاص.

 

ورأى المصدر أنّ الخلط بين الحديث عن الإرهاب والحديث عن عصابات المخدِّرات مقصود لإعطاء شيء من الصدقية خلال الحديث عن الخلايا الانتحارية التي يجري الحديث عنها ولا وجود لها في الحقيقة.

 

يسأل المصدر: لماذا لم يذكر المروّجون لإنجازات الجيش ما حقّقته المؤسسة العسكرية بعد حادثة العاقبية التي قُتل فيها جندي «اليونيفيل» وأوقف أحد المتورطين وهناك ملاحقون غيابياً فيها.

 

في المسار الموازي، إستحضر إعلام «الممانعة» نغمة التقسيم، وجرى تحوير موقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من الانسداد السياسي الراهن وحتمية تغيير المعادلة التي يسيطر فيها «حزب الله» على الدولة وعلى الحياة السياسية، إلى ليّ موقف «الحكيم» والإصرار على زجّ مصطلح التقسيم عنوة في خطابه من دون أن يكون موجوداً.

 

لكنّ الحقيقة التي لا يمكن تغييرها بكلّ أنواع الدعاية والتلاعب هي أنّ «الممانعة» عاجزة عن الإتيان بأغلبية رئاسية، ولهذا السبب ترمي أرنبها خبط عشواء لعلّه يكسب المزيد من الوقت قبل دنوّ ساعة الحقيقة.