Site icon IMLebanon

تأجيل “عشاء السفارة” سحب فتيل السجال حول “الطائف” 

 

تكشف أوساط سياسية واسعة الإطلاع عن أن الأيام التي لا تزال تفصل الساحة الداخلية عن 31 تشرين الأول الجاري، لن تشهد أي تطورات على صعيد انتخابات رئاسة الجمهورية، بحيث ان الكلمة الأساس باتت للقوى الخارجية، ولم تعد لدى الأطراف السياسية والحزبية المحلية، التي ما زالت عاجزة وقبل أيام على نهاية العهد الحالي، عن الإتفاق على انتخاب شخصية قادرة على تلبية الشروط والمعايير والمواصفات التي وضعها كلّ فريق، مع العلم أن افتراقاً كبيراً قد تكرّس بين الفريقين الأساسيين داخل المجلس النيابي، ما يُنذر باستحالة حصول أيّ مرشح حالي للرئاسة، على الأصوات النيابية اللازمة لانتخابه رئيساً للجمهورية.

 

لكن الدخول الديبلوماسي الخارجي على خطّ الإستحقاق الرئاسي لم ينضج بعد، وفق هذه الأوساط المطلعة، والتي اعتبرت أن تأجيل الخطوة السويسرية المتمثلة بدعوة ممثلين عن كل القوى المحلية إلى العشاء في السفارة، قد أتى في سياق التأكيد على عدم نضوج المقاربة الخارجية للإستحقاق الرئاسي، على الرغم من كلّ البيانات والمواقف التي رافقت هذه الدعوة، ومنها التي أيّدتها أو شكّكت فيها، خلال الساعات الماضية.

 

وفي هذا السياق، رأت الأوساط المطلعة نفسها، أن العشاء الحواري في مقرّ السفارة السويسرية والذي كان مقرراً اليوم، قد هدف، وكما أوضحت السفارة نفسها، إلى التحضير لمناقشات تشاورية وليس إلى إقامة مؤتمر حوار، وبالتالي فإن القوى السياسية المحلية والإقليمية والدولية التي سبق وأن تواصلت معها سويسرا قبل إطلاق مبادرتها ، هي في أجواء هذا اللقاء الذي قد يتخطّى الإطار الحواري في المرحلة الراهنة، إلى بحثٍ سياسي وتبادل أفكار بين الخصوم في السياسة على الساحة الداخلية، تحت سقف اتفاق الطائف.

 

وبمعزلٍ عن ردود الفعل المختلفة على هذه المبادرة السويسرية، فإن الأوساط وجدت أن سويسرا، لم تكن لتبادر إلى إعداد مثل هذا اللقاء الحواري، لو لم تكن قد نسّقت العملية مع عواصم أوروبية وفي طليعتها باريس، وبالتالي فإن الجميع قد بات على قناعة بأن هناك مبادرة سياسية ولو أنها تقتصر على التشاور ومن دون أي نقاش في الدستور أو في الصيغة السياسية، مع العلم أن غموضاً يحيط بمجمل المشهد الديبلوماسي السويسري، على الرغم من الإيضاحات التي قدمها بيان السفارة الذي أكد على أن الدعوة لو حصلت، ستُخصّص فقط من أجل التواصل أو على الأقلّ فتح قنوات التواصل بين كلّ القوى المحلية على الساحة اللبنانية، من دون أي جدول أعمال مُسبق أو حتى البحث في الإستحقاقات الداهمة كاستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية أو استحقاق الإتفاق مع صندوق النقد الدولي أو اتفاق الترسيم البحري. وعليه، فإن الدعوة السويسرية إلى العشاء هي دعوة اجتماعية بالدرجة الأولى، وهي مناسبة لجمع الأطراف السياسية والحزبية، وإطلاق مشاورات سياسية، كما أضافت الأوساط نفسها، والتي استغربت إقدام سويسرا البلد المحايد، على الدخول في نقاش سياسي حول عناوين داخلية في لبنان.