Site icon IMLebanon

“سوء تقدير” من سويسرا… فماذا عن نواياها تجاه لبنان؟

 

 

تستمر التأويلات والقراءات والمقاربات السياسية التي رافقت الدعوة إلى عشاء السفارة السويسرية قبل وبعد إلغائه، ولو أن السفارة السويسرية أعلنت فقط عن تأجيله إلى أجلٍ غير مسمّى، من دون أن تكون للإيضاحات الرسمية الصادرة عن سفارة سويسرا في بيروت أية أصداء عملية على السجال الذي انطلق حول الحوار الذي حُكي عنه في الصالونات والمجالس الخاصة. وبمعزلٍ عن بيان السفارة السويسرية عن إرجاء “العشاء اللبناني”، فإن أوساطاً نيابية مطلعة، كشفت عن ان جوهر الدعوة الحوارية تحت عنوان مناسبة إجتماعية ولقاء سياسي، هو محاولة جنيف القيام بدورٍ سياسي على الساحة اللبنانية، من بوابة المساعدة على إطلاق حوارٍ بين ممثلين عن القوى والأحزاب، وذلك بالنظر إلى الأزمات السياسية الداخالية والتباينات وصولاً إلى الإستحقاق الرئاسي والذي بات العنوان الأول اليوم على هذه الساحة.

 

وورفضت الأوساط النيابية، كلّ المقاربات التي أتت من أطراف داخلية، والتي بالغت في توصيف المبادرة السويسرية، معتبرةً أن جنيف قد درجت على مدى العقود الماضية، على استضافة حوارات لبنانية كالحوار والإتفاق الذي حصل في لوزان على سبيل المثال. وأوضحت هذه الأوساط، أن دخول جنيف على خطّ العمل لمعالجة الإنقسامات السياسية في لبنان ليس مُستغرباً، وهو يأتي من إرادة جنيف كما توجهات الإتحاد الأوروبي وعلى وجه الخصوص من فرنسا، لمساعدة اللبنانيين على إنجاز الإستحقاقات الدستورية وفي مقدمها انتخابات رئاسة الجمهورية، من خلال تعزيز تبادل الأفكار بين مختلف الجهات الفاعلة السياسية.

 

وبالنظر إلى طبيعة الإنقسام الداخلي وعمق الأزمات السياسية والمالية والإقتصادية والإجتماعية على الساحة اللبنانية، تواصلت سويسرا مع القوى المحلية في بيروت، كما اضافت الأوساط النيابية، بعدما لاحظت أنه بإمكانها القيام بدورٍ فاعل من أجل تهيئة المناخات الداخلية لمناقشات تشاورية وليس مؤتمر حوار، وبالتالي، فإن ما حصل من أخذٍ وردٍ حول ما بات يُعرف بـ”عشاء السفارة”، يعود إلى عاملين: الأول هو سوء التقدير الأوروبي بالدرجة الأولى والذي وقعت فيه جنيف، والثاني المخاوف السعودية من أي مسّ باتفاق الطائف.

 

وفي سياقٍ متصل، فإن اللغط والإلتباس حول الدعوة السويسرية قد زالا، خصوصاً بعد البيان التوضيحي لسفارة سويسرا، حيث أن الأوساط النيابية قد لاحظت أن الضجة قد هدأت في اليومين الماضيين، ولكن الموضوع لم يُسحب من التداول على مستوى القيادات والفاعليات السياسية كما الديبلوماسية في لبنان والخارج. وفي هذا المجال، لفتت الأوساط نفسها، إلى أن التوجّس الذي عبّرت عنه بعض الأطراف والذي دفعها إلى الإعتذار عن المشاركة، ما أدى إلى تأجيل المناسبة “السويسرية”، قد نتج عن توقيتها على الصعيدين المحلي والدولي. لكن الأوساط النيابية نفسها، ذكّرت بطاولة حوار “سان كلو” في فرنسا، والتي لم تؤد إلى أية نتائج سياسية على الساحة الداخلية، مشيرةً إلى أن المبادرة السويسرية تنطلق من اهتمام ورعاية مباشرة للوضع اللبناني، ولا تحمل في طياتها أية أهداف غير سليمة تجاه كل اللبنانين وعلى اختلاف انتماءاتهم وأطيافهم.