لم يكن مفاجئاً سقوط طائرة السوخوي، لأنّ «الميغ» سقطت قبلها… إذ معروف أنّ هناك صواريخ تتصدّى للطائرات وتسقطها… ما يذكرنا بصاروخ «سام-6» الذي كان «نجم» حرب تشرين 1973 وقد استخدمه الجيشان المصري والسوري واستطاعا أن يشلا الطيران الاسرائيلي الذي كان بطل حرب 1967…
وهذا مؤشر على أنّ المعارضة السورية تملك صواريخ لا نعرف كمياتها، ولكنها قادرة على إسقاط طائرة مثل «السوخوي»… ما يعني أنّ واشنطن قادرة في كل حين على أن تزوّد المعارضة بالسلاح الفعّال وتزيد من توريط روسيا في الحرب السورية.
ليس المهم بداية التورّط الروسي في الأحداث السورية، إنما الأهم هو الآتي… فالمعارضة تملك السلاح الذي يمكنه أن يشل حركة الطيران الروسي.
من هنا نقول إنّ عرض العضلات الروسي كقوة عظمى يثبت، من أسف، أنّ موسكو لم تتعلم من الدرس الأفغاني، فالمعارضة السورية صاحبة قضية، ولكن ما هي قضية العسكري الروسي الآتي لقتل الشعب السوري؟ هل قضيته هي حماية نظام بشار؟
هل انّ خمس سنوات ليست كافية لتفهم روسيا أنّ الحل في سوريا لا يمكن أن يكون عسكرياً؟
هذه حرب ليست كالحروب العادية بين جيشين ودولتين، هذه حرب أهلية فالنظام العلوي، بالاتفاق مع الايرانيين وولاية الفقيه يسعى الى «تشييع» سوريا (تحويلها الى شيعية) وفي سوريا 85 في المئة من الشعب هم من السنة، أي أكثر من 17 مليون سوري هم سنيون… فهل يظن الروسي أو سواه أنّه يمكن القضاء على هؤلاء.
لذلك يجب أن يفهم الروسي أنّ الحل في سوريا لا يمكن أن يكون إلاّ سلمياً.
كفى عرض عضلات والرهان على النظام الفاشل الذي يقتل شعبه.
خمس سنوات وبشار يقتل الشعب السوري وفي الوقت الذي كان حاكماً على سوريا بات حاكماً على ربعها ويشاركه في هذا الربع إيران وروسيا و«حزب الله»… ومع ذلك يتقلص نفوذه ورقعة حكمه يومياً.