IMLebanon

«سوكلين» نسفت نتائج فض عروض النفايات

يفرض الشلل نفسه يوما بعد يوم امرا واقعا يتصدر الحياة السياسية داخليا، مع نجاح التيار الوطني الحر وحلفائه في خلق واقع جديد، نجح الطرف المقابل في الحكومة بمعادلته من خلال نجاح رباعي بري- سلام-الحريري-جنبلاط، في فرض صيغة السير «بمن حضر» رفعا للعصي من دواليب السلطة التنفيذية، خاصة ان ملفات ملحة تحتاج معالجة سريعة على رأسها أزمة النفايات ورواتب وموظفي القطاع العام اضافة الى الهبات الدولية للبنان المهددة بالزوال ما لم تقر،ليرتسم توازن قوى جديد مفتوح على كل الاحتمالات، في ظل الكلام عن تحركات في الشارع خلال الايام المقبلة، عنوانها حراك المجتمع المدني في موازاة تحرك عوني، بدأ التحضير له منذ ليل امس،مدعوم من حزب الله هذه المرة.

فجلسة الامس، التي اتسمت بالتخبط والفوضى، انتهت الى سلسلة من الحقائق تقول مصادر وزارية: ، اولها خروج عكار بمئة مليون دولار للتنمية تعويضا عن مطمر ستفوق اضراره اي عائدات، ثانيها، رسم خطوط تماس جديدة بين الثامن من آذار مع انقسام الثنائي الشيعي لاول مرة، ثالثها، فرض رئيس الحكومة رؤيته في ادارة جلسات الحكومة، رابعها، اعادة النظر بالمناقصات التي اضاء فض عروضها امس في شكل فاضح على استمرار المحاصصة السياسية وتناتش «قطعة الجبن»، خامسها، الازمة على خطورتها لم تدفع اهل السياسة الى تجاوز شروطهم ومطالبهم، في غض النظر عن صوابيتها او عدمها،سادسها، نجاح فريق من وزراء الثامن من آذار في نقل المعركة الى مكان آخر عنوانه «عدم الاستماع الى مطلب الشراكة»، سابعها، ازالة جدار الفصل بناء لطلب رئيس الحكومة، وثامنها، تغطية وزير الداخلية للتحركات السلمية.

المصادر، اشارت الى ان اربعة اسباب اساسية وقفت وراء الغاء نتائج فض العروض، ابرزها غياب حل واضح لمسألة تأمين المطامر، الكلفة الكبيرة المترتبة على خزينة الدولة مع ارتفاع كلفة الطن من 220 دولاراً، بحسب ما تتقاضاه سوكلين الى 400 دولار لصالح الشركات الجديدة، رغم اللغط الحاصل حول الخدمات الاضافية المقدمة ونوعيتها، تفاوت الاسعار بين المحافظات المعلومات التي تحدثت عن اتفاقات من تحت الطاولة بين اكثر من اربع شركات فائزة وشركة «سوكلين» تقضي بتلزيم الاخيرة العملية لصالح الشركات الرابحة، ما يعني عمليا تحقيق ارباح خيالية لصالح المستثمرين الجدد دون اي جهد، كاشفة عن وجود اتّصالات على مستويات عدّة بهدف إعادة فتح مطمر الناعمة لنقل النفايات إليه، أوّلاً لأنّ لا حل آخر خلال الاشهر الستة المقبلة، وفي هذا الاطار علم ان حلحلة حصلت مع الاهالي المعترضين الذين وافقوا على فتحه لطمر نفايات الشوف وعالية، وفي هذا الاطار قال الوزير السابق وئام وهاب مغردا «ليستعد ابناء الناعمة والشحار لفتح المكب للنفايات التي عليها مسحة بيكوية»، وثانياً لأنّ البدء برفع النفايات سيؤدي إلى انكشاف ما إذا كان هدف المتظاهرين هوَ الوصول إلى هذا الأمر، أو أنّهم يتحركون لغايات وأهداف سياسية، خصوصا أن البعض لعب «من تحت الطاولة»، وتعتقد المصادر ان ما حصل امس في مجلس الوزراء اكد بما لا يقبل الشك ان ما حصل في الشارع وما قد يحصل خلال الايام القليلة المقبلة لا علاقة له بسيناريوهات دولية واقليمية عن قلقلها مما يدبر للحكومة وسط التضامن الهش الذي لا يهدد مصيرها بقدر ما بات متصلا بما ينتظره البلد من استحقاقات لا يمكن مقاربتها الا بالتضامن المفقود وتداخل الملفات في ما بينها عدا عن اصرار البعض على ربط ما هو داخلي باستحقاقات خارجية غامضة او انه لم يحن أوانها بعد.

وفيما يعتقد الكثيرون ان لا مانع حكوميا من تحول ساحة رياض الصلح الى «كارنفال» دائم، طالما ان حركة المحتجين سلمية وبعيدة عن العنف، على ما اوحى به وزير الداخلية، طفت الى الواجهة مسألة الجدار الذي امر آمر سرية الحرس الحكومي باقامته لعزل السراي عن المتظاهرين ومنعهم من الوصول اليها، دون علم رئيس الحكومة الذي فوجئ بالقرار وامر برفعه فورا، برز اسم المقاول جهاد العرب الذي تبين انه قدمها على سبيل الاعارة على ان تعاد اليه،حيث تبلغ الكلفة 1000 دولار للمكعب الواحد.

عليه تبين اوساط سياسية مطلعة على الحركة الرباعية بين عين التينة والمصيطبة وكليمنصو امتدادا الى باريس، حيث يتواجد مقر اقامة الرئيس سعد الحريري، ان رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الذي حاول الضغط على القوى السياسية من بوابة القضايا والازمات الاجتماعية والحياتية الضاغطة في اقناعها بتقديم تنازلات تقتضيها المصلحة الوطنية لم يفلح في مسعاه، اما رئيس مجلس النواب نبيه بري فجمد حركته ولم يعد في وارد التدخل لانضاج تسويات تصب في مصلحة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون بعدما اعتبره «غير شرعي»، فيما لا يبدو تيار المستقبل في طور البحث عن اعادة فتح قنوات التواصل مع التيار الوطني الحر نزولا عند رغبة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.

التيار الوطني الحر قرر استعادة المبادرة، بعد تجربة السبت الناجحة، والنزول هذه المرة تحت عنوان سياسي واضح، فيما قررت حملة «طلعت ريحتكن» واخواتها السير بتحركها المطلبي، مقابل بعض اللين من قبل الجهات الامنية.فهل نكون امام «حفلة جنون جديدة» السبت المقبل؟وماذا عن ملف النفايات وماذا ستكون عليه مآلات الملف؟ الاكيد ان الامور اصبحت اكثر تعقيدا وتشابكا .