Site icon IMLebanon

شركة سوكلين  وشركة الساكتين !

قد يفكر الرئيس تمام سلام في أمور كثيرة تقلقه وتنغص عليه سلامه الروحي واطمئنانه النفسي، ولكن من يعرف معدنه يدرك أن آخر ما يفكر فيه هو تقديم استقالة حكومته! لماذا؟ ليس فقط لأنه ابن الراحل الكبير صائب سلام، وانما أولاً وأخيراً لأنه لا يريد أن يدخل التاريخ اللبناني ب صفة فار من المسؤولية في أحلك ظروف يمر بها الوطن! أو أن يُقال عنه في كتاب التاريخ الذي سيدرّس للأجيال المقبلة، إنه الرئيس الذي أطلق رصاصة الرحمة والطلقة الأخيرة على رأس الاستقرار النسبي والنظام والكيان والوطن! ثم ان أية استقالة للرئيس سلام في هذا الظرف تبدو وكأنها عقاب له على ذنب لم يرتكبه، وبخاصة في مسألة ثورة النفايات التي ليس له أي يد فيها، وهو المعروف بنظافة اليد والفكر الوطني والانساني. وقد يصح الحديث عن مسؤولية شركة سوكلين، ولكن الأصح هو الحديث عن مسؤولية شركة الساكتين عليها!..

اليوم، ولبنان يغرق في بحر النفايات، فليس الوقت الآن هو للمساءلة والمحاسبة. المهمة العاجلة هي، في هذه اللحظة، لرفع النفايات وابعاد الضرر العام بأية وسيلة ممكنة، ولا ينتظر أن تكون خالية من النقائص والعيوب… ولكن الأهم من كل ذلك، هو أن يبادر الرئيس سلام – وهو الشخص المناسب تماماً لهذه المهمة – الى اقناع مَن يلزم بضرورة وضع نقطة النهاية لمسلسل الاتجار غير المشروع بالزبالة، وأن يطلق صرخة كفى! في وجوه وبطون الذين لم يشبعوا بعد، وأن يضع الجميع على طريق الحلول العلمية الصحيحة لأزمة النفايات، كما في دول العالم المتقدم، وحتى متوسط التقدم!

لا بد من مرحلة انتقالية قبل الوصول الى مشروع حل دائم للقمامة. وهو أمر يحتاج الى عمل وطني متكامل بين الدولة والمستثمر والمواطن… ملايين من العرب – واللبنانيون منهم – في الغرب يلتزمون بفرز النفايات في بيوتهم وفقاً للنظام المتبع، فلماذا تظن الدولة أن المواطنين لن يلتزموا بذلك في وطنهم دون أن تجرب؟! ليدخل ضمن هذا الاستثمار، توزيع أكياس القمامة المصنفة حسب محتوياتها، على المواطنين مجاناً في مرحلة أولى، ثم ترى ما سيحدث. واذا كان قانون السير الجديد الذي توقع كثيرون فشله، قد نجح، فلماذا لا ينجح قانون القمامة الجديد؟!