Site icon IMLebanon

سليمان فرنجية يتمرجل

 

 

 

كنت أود متابعة مقابلة المرشح سليمان فرنجية مع الزميل جورج صليبي في برنامجه «وهلّق شو» (الأصح «وهلّأ شو») لأستشف من «معاليه» آفاق المرحلة المقبلة، كأحد أركان محور «القائد الخامنئي» المشهود لهم بعمق البصيرة وحسن الرؤية، لكن وجدتني في حيرة: بين متابعة سليمان بك وبين مشاهدة «ماتش» النادي الرياضي في وجه بطل كازاخستان، فريق أستانا وجدتني في صلب المعركة البيروتية/الكازاخستانية بينما لو كانت المفاضلة بين مقابلة مع النجم هايك غيوكشيان وبين مقابلة مع مرشح «الثنائي الشيعي» لما ترددت بتوزيع وقت المشاهدة مناصفة بين هايك وسليمان.

 

ثم قلت لربما من المفيد أكثر قراءة المقابلة التلفزيونية والتفكّر بإيحاءات كل جملة وأبعاد كل موقف. قبل القراءة والتحليل لاحظت في خلفية الصورة اصطفاف أمهات الكتب وآبائها في كادر لا يشبه الضيف. الأقرب إلى فرنجية غرفة هادئة تطلع من جدرانها قرون غزلان، أسنان فيلة… وصور متنوعة مع رؤساء العالم.

 

في المضمون، أول فكرة جديرة بالمناقشة قول البك: «فريقنا يمشي على أجندته وليس على اجندة غيره» الغريب أن فريقه واقف، أقله منذ 11 شهراً ونصف الشهر. ظنّ البك أن «الأجندة» هي الترجمة الفرنسية لكلمة «الدستور» التركية ذات الأصول الفارسية. له يا بك. الدستور شي والأجندة شي تاني. إلا إذا كنت تريد أن تحلف اليمين في المستقبل على الأجندة.

 

ومن المواقف البارزة قول زعيم زغرتا الرقم 2 «ان حزب الله يريد إنتخاب الرئيس اليوم قبل الغد لكنه لن يتنازل عن المواصفات التي يحددها» ومن طلب من «الحزب» أن يتنازل؟ فليتمسك بمواصفاته ولا يفلتها وليذهب نوابه وحلفاؤه وأتباعه وأدواته إلى الإقتراع لمن يحمل هذه المواصفات اليوم قبل الغد.

 

عندما تستعرض أفكار سليمان بك تشعر أنك في خضم مسابقة ملكة جمال العالم. تحار أي ملكة هي الأجمل. كل فكرة تنافس فكرة وتقول أنا الأجمل. «يخافون مني لأنني ضد التقسيم والفدرالية وهم يريدون الرئيس الضعيف وأنا أمثل أكثر منهم بالوجدان المسيحي ولم أتورط بما تورطوا هم به».

 

قولٌ مستل من المقابلة يستحق تصفيقاً مدوياً. فاز الأقوى في الوجدان المسيحي بنائب ماروني واحد، وحليف نزل مع بكره في الليستة. والإثنان رُفدا باثنين بعد الإنتخابات. فعن أي وجدان يتكلم البك؟ إختلط الأمر عليه بين الوجدان الشيعي والوجدان المسيحي أما عن التورط فأشعر البك مشاهديه أنه طالع لتوه من صفحات التقوى والزهد والبراءة وتبقى مسألة تطويبه بعد البطريرك الدويهي مسألة وقت في انتظار التسوية.

 

وأخيرا استوقفتني دعوته سمير جعجع وسامي الجميّل وجبران باسيل إلى النزول «عالمجلس نترشح بوج بعضنا ومنشوف مين بيطلع» بمعنى «تعوا نلعب بيت بيوت!».