Site icon IMLebanon

سليمان فرنجيه مرشح …  ب البوسطة وليس ب البراشوت!

يختلف ترشيح النائب سليمان فرنجيه الى رئاسة الجمهورية عن كل ترشيح سابق في الشكل والمضمون. وكان كل مرشح سابق للرئاسة ويحظى بدعم اقليمي ودولي، يهبط مباشرة بالبراشوت على كرسي الرئاسة في القصر الجمهوري، هبوطاً هادئاً وآمناً. أما ترشيح النائب فرنجيه فكان أشبه بوضعه وراء مقود بوسطة أو أوتوبيس، وعليه أن يقودها من مقره في بنشعي الى مقر الرئاسة في بعبدا، ويطوف بها سالكاً شبكة معقدة من الطرقات المتشعبة على الخريطة السياسية التي تضم مختلف القوى الفاعلة على الساحة من الحلفاء والخصوم. مع علم هذا المرشح بأنه مضطر الى سلوك طرقات وعرة أحياناً، ومشلعة أحياناً أخرى، أو مطلة على أودية سحيقة، ولا يخلو بعضها الآخر من ألغام أو من عبوات ناسفة على جانبي الطريق!

اختيار النائب سليمان فرنجيه مرشحاً للرئاسة في لبنان هو على الأرجح نتاج مجموعة عقول، لأصحابها باع طويل في استراتيجية لعبة الباردو السياسي على مستوى لبنان والمنطقة. ويبدو للوهلة الأولى وكأن المصلحة الاقليمية والدولية بابقاء لبنان في حالة انقسام جامد بين ٨ و١٤ آذار قد انتهت، وان الحاجة ملحة الآن الى ضربة طابة أولى في لعبة الباردو الرئاسي تؤدي صدم وبعثرة الطابات الأخرى المتراصة مع بعضها بعضاً! وفي ضربات تالية يسهل التحكم بالأهداف تباعاً، واسقاطها الواحدة تلو الأخرى في الثقوب المعدة لها! وبهذا المعنى، فقد يكون ترشيح النائب فرنجيه للرئاسة هو الكرة الأخيرة الرابحة في جولة اللعبة، كما قد يكون الهدف هو مجرد كرة تستخدم للبعثرة، وصولاً الى ربح الدق بطابة أخرى… أو قد يكون لتحقيق الأمرين معاً: أي الوصول الى الرئاسة وبعثرة الاصطفافات الراهنة وصولاً الى اصطفافات جديدة!

ترشيح النائب فرنجيه للرئاسة يبدو وكأنه يلبي القاعدة التي وضعها العماد عون وهي: رئاسة الجمهورية ل ٨ آذار، ورئاسة الحكومة ل ١٤ آذار. وفي المقابل يبدو ان المطلوب من العماد عون أن يوافق على القاعدة المقابلة، والقائلة بأن الرئيس يجب أن يكون مقبولاً أولاً من الطرف الآخر. وفي هذا الطرح رفض للقاعدة الثانية التي وضعها العماد عون، وهي أن يكون الرئيس هو صاحب الحيثية الأقوى في بيئته المسيحية. والطرف الآخر يقول ويرد: الرئيس ليس ممثلاً لطائفة بعينها وانما هو رئيس للبنان بمجموع طوائفه… بمعنى أن قوة العماد عون في بيئته هي نفسها نقطة ضعفه في ترشيحه للرئاسة! وكأن القاعدة المطروحة للرئاسة اليوم هي: لا مانع من أن يكون الرئيس قوياً بشخصيته مثل النائب فرنجيه، ولكن ليس أن يكون قوياً بتمثيله مثل العماد عون!