IMLebanon

سليمان فرنجية من عين التينة كلام الخيبة المرة والعتب العميق

يحار المراقب كيف يقوّم كلام رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في عين التينة إثر لقائه الرئيس نبيه بري امس. ولكن يمكن التوصل الى خلاصة واضحة لم تتلفظ بها شفتاه إنما يمكن قراءتها بين سطور وكلمات تصريحه.

بل يمكن القول إنّ العماد ميشال عون كان الأبعد عن تصويبات فرنجية أمس التي لم توفّر أحداً من الحلفاء والخصوم. وهو إستخدم العبارتين: في العبارة الأولى كان صاحب مونة مباشرة على حلفائه جازماً حاسماً: »لن« (لم يقل »لم« عن الماضي، بل قال «لن« عن المستقبل) يطلب حلفائي مني أن أنسحب، وفي العبارة الثانية قال: لم أبلغ دولاً أو »خصومي« أنني سأنسحب.

موقف سليمان بك ينسحب تماماً وكمالاً على الرئيس نبيه بري. وفي التقدير أنه استشاره سلفاً في قول ما سيقوله من على منبر عين التينة، إذ إستبق مواقفه بالقول: »تداولت مع دولته كل الأمور (…) خصوصاً رئاسة الجمهورية، وكانت وجهات النظر متطابقة مع دولته ولدينا استراتيجية واحدة ورؤية واحدة في موضوع الإستحقاق الرئاسي، ونتفق (…) مئة في المئة«. أي أن الرئيس بري ملزم (بموجب هذا الكلام) بكل كلمة قالها رئيس كتلة نواب المردة.

وهو ألزم الرئيس سعد الحريري بأن »المبادرة التي أطلقها مازالت قائمة« وحول كلام منسوب الى الوزير نهاد المشنوق، وهو لم يصدر عنه في كل حال: »قال فرنجية: إن الرئيس سعد الحريري ليس من الذين يغيرون رأيهم من دون إستشارة مَن تفاهم معهم«.

وذروة الإنتفاضة في كلامه كانت قوله: »لا أحد يمون علينا بأن ننسحب إلاّ الإجماع الوطني والتوافق الوطني« (…) . ولكن هذا الإجماع لا يكون حاصلاً »إذا كان نائب واحد من خارج كتلتي يؤيدني فسأبقى أقف على خاطره«. هل هذا تناقض في قول الرجل؟ كلا في تقديرنا أنه استدراك واقعي لكي يبقى المجال مفتوحاً أمامه لمختلف الخيارات.

طبعاً، كان لافتاً قول أبو طوني »ولكن إذا كان هناك مَن يقف معنا ومستمر بتأييدنا فإننا ننزل الى المجلس لانتخاب (…)«. ولكن فرنجية، مثله مثل العماد ميشال عون، لا ينزل الى المجلس. وهذه نقطة ليست في مصلحته، فهل ان (سماحة) السيد حسن (نصرالله) الذي »لن يطلب مني أن أنسحب« والرئيس بشار الأسد »الذي يعتبرون أنه يمون عليّ لن يطلب مني ذلك أيضاً«… هل أن نصرالله والإسد اللذين لم يطلبا الإنسحاب طلبا (مباشرة أو مداورة) عدم النزول الى الإنتخاب؟!

تلك نقطة مركزية تستثير المزيد من التساؤل، وكان سبق للوزير فرنجية أن تحدّث عن أنها تتسبب له بالإحراج.

باختصار سليمان فرنجية »باق الى آخر دقيقة، مادام هناك من يؤيده« كما ختم حديثه في عين التينة… وهو الحديث الذي قرأنا فيه خيبة مرة، وعتباً عميقاً، تكراراً: لم تتلفظ بهما شفتاه، بل إنبثقا من بين السطور.