Site icon IMLebanon

أردوغان سلطان بكل معنى الكلمة

بكل تواضع يمكن أن نطلق على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه استعاد لتركيا عهدها القديم وأصبح سلطاناً من زمن سلاطين الامبراطورية العثمانية.

استطاع أن يثبت للعالم بأنه ديموقراطي الى أقصى حدود الديموقراطية حين طلب من الشعب التركي أن يتصدّى للانقلابيين الذين كان قسم منهم من المؤسّسة العسكرية وسواهم من المؤسّسة الأمنية.

نعم، استطاع الشعب الأعزل أن يتصدّى للدبابات وللجيش وقوات الأمن الخاصة وأن يعيدهم الى الثكنات الى مقرّهم بعدما انتزع الدبابات منهم والتي اعتلاها المتظاهرون وهم، كما أسلفنا، من دون سلاح، وقد تصدّوا بصدورهم وأجسادهم لأنهم يؤمنون بقائدهم وزعيمهم.

وبعد تحقيق انتصاره على المؤامرة التي استغل بها الجيش ذهب الى إعادة الأمور الى طبيعتها، وهكذا استطاع خلال أيام معدودة أن يعيد الأمن والاستقرار وكأنّ شيئاً لم يكن.

وهنا لا بد من أن نسجّل للتاريخ أنّ الجيش الوطني التركي لم يحمل السلاح ليقتل به شعبه كما يفعل الجيش السوري العلوي، بل انتصر لشعبه كما فعل ذلك أيضاً الجيش المصري في «الربيع العربي» عندما التقى الجيش والشعب على تحقيق أماني المصريين في الحرية والكرامة. لم يكتفِ السلطان أردوغان بذلك بل فكر كيف عليه أن يعيد لتركيا أمجادها وأن يصبح من كبار اللاعبين في السياسة الدولية، فكان لا بد من دخول منطقة «جرابلس» الواقعة تحت سيطرة «داعش» وهي موقع حساس على الحدود السورية – التركية، فحقق بذلك النقاط الايجابية التالية:

أولاً: دخل المنطقة وأخرج «داعش» منها.

ثانياً: الحملة العسكرية كانت مع دول التحالف التي جاءت لمحاربة «داعش» باعتبار أنّ السبب الرئيسي لوجود قواتها في سوريا هو القضاء على «داعش»…

ثالثاً: الطيران الاميركي كان من ضمن القوات التي شاركت مع الجيش التركي للقضاء على «داعش».

رابعاً: سلم الجيش السوري الحر المنطقة التي استعادها من «داعش».

خامساً: أبعد أو فصل بين أكراد تركيا، وطبعاً حزب العمال الكردي الذي كان يطالب بإقامة دولة مع منطقة الاكراد في العراق، واستبعد الاكراد في سوريا وأرجعهم الى الحسكة.

سادساً: أصبح الجيش التركي له دور في سوريا وهذا الدور يوازي الدور العسكري الايراني الذي جاء به الرئيس المجرم بشار الأسد الى سوريا والذي يشارك في قتل الشعب السوري، وهنا طبعاً بدأت إيران تعيد حساباتها ولم تعد تستطيع أن تفعل ما تريد.

سابعاً: اتفق مع الروس بعد المصالحة التي أجراها مع الرئيس بوتين بكل جرأة واحترام على أن يعود الى الاتفاق أو الى القرار الذي صدر عن الأمم المتحدة والذي يقول بوقف هذه الحرب بين النظام وبين الشعب أولاً…

وثانياً: إجراء انتخابات نيابية في سوريا كلها حتى بين السوريين المهجرين بإشراف قوات دولية.

وثالثاً: تشكيل حكومة وحدة وطنية.

ورابعاً: انتخاب رئيس للجمهورية…

وهكذا نستطيع القول إنّ العملية العسكرية التركية منعت التقسيم الذي كان النظام يحاول أن يلعبه مع الأكراد ومع إسرائيل وذلك لمصلحة إسرائيل وإقامة دويلات طائفية في المنطقة كما ترغب إسرائيل.

عوني الكعكي