IMLebanon

صيف وشتاء

 

عجيب غريب «التيار الوطني الحر» الذي يحتفل بذكرى ٧ آب وهي ذكرى ما تعرّض له مناصروه خصوصاً، ومعهم شبان وشابات لبنانيون آخرون من تنكيل واضطهاد على أيدي النظام الأمني السوري – اللبناني المشترك… وبالتالي فإنّ صمود «التيار الوطني الحر» كان ضد الوجود السوري في لبنان، وكانت أدبيات «التيار» كلها تجمع على أنّ الوجود السوري هو احتلال كامل أوصاف الاحتلالات العسكرية والأمنية.

 

واليوم تقيم قيادة «التيار» احتفالاً في حين انها والنظام السوري في أفضل الحالات والعلاقات.

 

وعليه نسأل الرئيس ميشال عون: هل يقول لنا ماذا تغيّر في سوريا التي كان يصنفها مع نظامها بأنهم أعداء للبنان وللشعب اللبناني؟.. فماذا تغيّر حتى باتت العلاقات سمناً وعسلاً بين الجانبين؟ وإذا كانت في «أحلى حالاتها» فهل من مبرّر لهذا الاحتفال الذي تحوّل من وضع الحجر الأساس للمبنى المركزي لـ»حزب التيار» الى استعادة ذكرى ٧ آب مع عدو الأمس الذي أصحى حليف اليوم.

 

ونحن ليس لنا أن نتدخل في قرارات «التيار» أو سواه من الأحزاب والتيارات والأطراف وهم أحرار في أن يبنوا صداقات أو يحلوا عداوات، ولكن السؤال المركزي الذي يطرح ذاته: أين المبادئ؟!.

 

صحيح أنّ السياسة ليست صداقة دائمة ولا عداوة دائمة إنما مصالح دائمة، وهذا المثل الانكليزي الشهير لا يعني أن تتقدم المصلحة الذاتية على مصلحة الوطن.

واللافت أنه في وقت يمتن «التيار الوطني الحر» تحالفه مع سوريا يقضي على تفاهم «اوعَ خيّك» (اتفاق معراب) مع «القوات اللبنانية» وبالتالي لا يفي بالتعهدات بل ذهب الى أبعد الأبعد… فقد قال جبران باسيل في «القوات» في احتفال أوّل من أمس ما لم يقله مالك في الخمرة، واتهم رئيس «القوات» الدكتور سمير جعجع بالكذب والعمل ضد حقوق المسيحيين الميثاقية، واتهم «القوات» بأنهم بنوا قلاعهم من الخوّات ومال الدولة والسلاح والمخدرات والتمويل الخارجي، وبأنّ جعجع أراد من «اتفاق معراب» أن يحصل على مكاسب سياسية ووظيفية ولكنه لم يتقيّد بالجزء الثاني من الاتفاق الذي هو دعم العهد وراح يكذب في اتهاماته «التيار» بالفساد(…)، وهدد باسيل بأنه لن يسكت بعد اليوم خصوصاً أنّ «القوات» تعمل (كما قال) على اغتياله سياسياً.

 

في أي حال، هل يظن أحدٌ أنه يمكن، بعد الآن، عقد أي اتفاق مع «التيار» الذي لا يلتزم بتواقيعه؟

 

وهل يظن جبران نفسه أنّ كلامه الجارح ضد «القوات» لا يؤثر على المصالحة بين التيار والقوات التي ادعى أنه يتمسّك بها، مفرقاً بينها وبين «اتفاق معراب»؟!.

 

عوني الكعكي