Site icon IMLebanon

صيفٌّ واعد… والتفاؤل مبنيٌّ  على أسس ثابتة لا على أمنيات

هل يُفتَرَض أنْ تتحرك الأجهزة الأمنية لتعرف مصدر الشائعات التي آُطلِقَت وما زالت تُطلَق لضرب الإستقرار في لبنان؟

نطرح هذه الأسئلة مع الكثير من المواطنين لأنَّ تحصين الوضع الداخلي يحتاج إلى تكامل بين المواطن والأجهزة إنطلاقاً من المعادلة التالية:

الأجهزة تسهر على الإستقرار، والمواطن ينظر إلى النصف الملآن من الكوب لا إلى النصف الفارغ، فكيف تنجح الأجهزة في عملها إذا كانت ملاحقَة بالإشاعات والفبركات الإلكترونية على صيغة الرسائل العاجلة؟

لن نتحدَّث عن التفاؤل بل عن الواقع، وهو من تلقاء نفسه سيوصِل إلى التفاؤل:

إذا أخذنا شهر أيار الفائت فماذا نجد؟

شهر إنتخابات لم تحدث فيه ضربة كف، ساهم في تنشيط الحركة الإقتصادية فتحركت مئة مليون دولار في السوق وبين أيدي المواطنين، وهذا ليس رقماً من الغيب، بل هو رقمٌ كشفه وزير الإقتصاد آلان حكيم.

قبل إجراء الإنتخابات كان التهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور، لو أخذ وزير الداخلية بفبركات المخاوف الأمنية ربما لم تكن الإنتخابات قد جرت.

انتهى أيار بأحسن مما يكون، علماً أن أواخر نيسان كان مليئاً بالمخاوف.

اليوم الظروف تعيد نفسها:

شهر حزيران هو شهر إعلان مهرجانات الصيف، هل بقيت منطقة من دون مهرجان؟

كان وزير السياحة كل يومٍ تقريباً يُعلن عن مهرجان هنا أو هناك:

من بعلبك إلى بيت الدين إلى جبيل إلى الأرز إلى أهدن إلى جونيه إلى الذوق إلى إهمج إلى القبيات إلى بيروت… ولو كانت هناك قدرة إستيعابية لكان هناك مهرجان في كل يوم في تموز وكل يوم في آب. فأيُّ بلدٍ في العالم تحيط به الحروب ولديه أكثر من شهرين من المهرجانات من دون إنقطاع؟

بماذا نقارن أنفسنا؟

هل نقارن أنفسنا بتركيا التي فيها إنفجار كل يوم تقريباً؟

هل نقارن أنفسنا باليونان، الدولة المفلسة؟

هل نقارن أنفسنا ببريطانيا التي شهدت أول من أمس جريمة على خلفية الخروج أو عدم الخروج من الإتحاد الأوروبي؟

هل نقارن أنفسنا بالولايات المتحدة الأميركية التي تشهد كل يوم جريمة يذهب ضحيتها عشرات الضحايا؟

هل نقارن أنفسنا ببعض دول المنطقة التي تشهد حروباً لا تنتهي؟

أبداً، نحن متفائلون، وتفاؤلنا ليس قائماً على شعارات بل على وقائع:

أيُّ خبر جرى تداوله عن إنفجارات أو عبوات وكان صحيحاً؟

أيُّ خبر عن مخاوف وكان صحيحاً؟

لهذه الأسباب لا بد من تعقُّب مطلقي الشائعات كما يتم تعقُّب حاملي الأحزمة الناسفة والعبوات والسيارات المفخخة، فمطلقو الشائعات أصبحوا يوازون زارعي العبوات في الخطورة، فإذا كان زارعو العبوات يحققون الرعب والهلع في صفوف المواطنين فإن زارعي الإشاعات يحققون النتيجة ذاتها في خلق الرعب في صفوف الناس.

هل قرأ هؤلاء توضيحات وزير الداخلية نهاد المشنوق؟

هل تمعَّنوا بما أدلى به من أن التحذيرات قديمة وبعضها يعود عمره إلى ثلاثة أشهر؟

فلماذا ترويجها الآن؟

أمنياً، الدنيا بخير، واستطراداً الإستقرار بخير، فأقلعوا عن محاولاتكم الواهنة التي لن تؤدي إلى أية نتيجة.