Site icon IMLebanon

صيفية واعدة أو صيفية حرب؟

 

 

هل نحن أمام موسم صيف واعدٍ وناجح ونامٍ؟ أم نحن على أبواب حرب مدمّرة وتخريب ودماء وبكاء؟ وهل سنستقبل المغتربين والسياح في الفنادق والمطاعم والملاهي أم سنستقبل الشهداء والضحايا والجرحى في المستشفيات؟ هل سنستقبل طائرات السيّاح في مطارنا أو سنستقبل طائرات المساعدات والإخلاء والترحيل؟

في الأيام الأخيرة، إشتدت المعارك على الجبهة الجنوبية الحدودية، وارتفع عدد الضحايا والتدمير، ونسمع عن رسائل مباشرة وغير مباشرة من كل الجهات المعنية، موجّهة إلى جماهيرها وأعدائها.

 

فاشتدت الحرب الإعلامية، وخصوصاً حرب شبكة التواصل الإجتماعي، وارتفعت التهديدات بحرب مدمرة لا تشبه شراسة الحرب التي عشناها في العام 2006 لا بل أكثر بكثير.

 

كلبنانيين ومن وراء خبرتنا الواسعة في هذا المجال، ندرك تماماً أن في هذه الظروف لا غالب ولا مغلوب، ويدفع ثمنها الأبرياء والشعب والإقتصاد، من دون تحقيق أي أهداف من أي جهة كانت. فالوعود التي نسمعها من كل الأطراف بالإلغاء والمكاسب هي وعود وهمية وشعبوية. والكل يدرك أنه مهما حصل فإنّ النهاية ستكون بالمفاوضات للوصول إلى بعض الإستقرار.

 

لا يزال اللبنانيون ينكرون أي حرب قريبة ويتابعون حياتهم الطبيعية وحبّهم للعيش والرفاهية، رغم أنهم يعيشون في الداخل خوفاً من كوابيس الحرب التي اختبروها مرات عدة. ولا يريدون العودة إلى الوراء.

 

إن أي حرب جديدة على كل الأراضي اللبنانية، ستكون مدمرة لما تبقّى من اقتصاد ليس فقط اللبناني، لكن أيضاً للعدو الإسرائيلي. وأي حرب شاملة في المنطقة لن توصِل لأي أهداف أو أي نتيجة موعودة والنتائج المتوقعة لا بل ستزيد المخاطر والتدمير والتهجير من دون التوصل لأي أهداف غير التدميرية والإجرامية.

 

إننا ندرك تماماً أن أي حرب شاملة جديدة سيدفع ثمنها الأبرياء والشركات والإقتصاد، علماً أننا خسرنا كل مكونات الدفاع وإعادة الإعمار. لماذا مكتوب لنا أن نتحدث دائماً عن الحرب وتداعياتها عوضاً عن التركيز على الحديث عن الحياة والإنماء والإزدهار والإستثمار؟

 

ونفخر بسمعتنا الدولية لأننا شعب لم ولن نستسلم لم ولن يموت وبمرونته المعروفة عنه دولياً. لكننا في الوقت عينه لا نستطيع ولا نريد أن نمر مرة اخرى بما مررنا به في السنوات الماضية.

 

نؤمن أن قوتنا الحقيقية هي قوة إقتصادنا وقطاعنا الخاص وها هو سلاحنا لمنافسة ليس فقط الأعداء لكن أيضاً الشركات الدولية، ولقد نجحنا بتصدير أفكارنا ونجاحاتنا التي تدور حول العالم.

 

فعوضاً عن التركيز على الدمار والتخريب الدراماتيكي والمأساوي لم لا نركز على التطوير والإنماء والإزدهار بجو من الإستقرار والسلام؟

 

في المحصّلة، نشدد على أننا لا نريد مرة أخرى حرب الآخرين على أرضنا وليس بلدنا صندوق بريد للرسائل المباشرة وغير المباشرة بين البلدان الكبرى في المنطقة، رغم كل التهديدات ورفع سقوف المخاوف والمخاطر. حتى هذه الساعة، لن تتوقف وفود المغتربين إلى لبنان، وهذه هي أكبر رسالة أننا شعب يريد ويحب الحياة ويطمح إلى الإستقرار والسلام، لنا ثقة تامة بأنّ هذه الأرض المقدسة ستظل تحت حماية وعين العناية الإلهية. وندعو الجميع إلى مفاوضات جدية للوصول إلى استقرار باستعمال لغة السلام عوضاً عن استعمال لغة الحرب.