IMLebanon

القمة ونظرية المؤامرة

 

مؤامرة، كما يقول الإعلام الإلهي:

 

مؤامرة على المقاومة،

 

مؤامرة على لبنان،

 

مؤامرة على رئيس الجمهورية لأنه يؤيّد الحزب الإلهي.

 

ومَن يريد المؤامرة هو، بكل بساطة وبدون لف أو دوران، أميركا!

 

تصوّروا يا جماعة أنّ وزير خارجية أميركا جاء الى المنطقة، قطع آلاف الكيلومترات بالطائرة لكي يحرّض الدول العربية خصوصاً السعودية ودول الخليج على التآمر على المقاومة، وطلب من قادة الدول التي زارها أن يخفّضوا مستوى التمثيل لأن المطلوب رأس المقاومة، وإذا لم يأتِ الرؤساء الى القمة سوف تفشل القمة وسوف تنهار المقاومة، ولكن فاتهم أنّ المقاومة لا تقهر وأنّ المقاومة مستعدة في المكان والزمان لرد العدوان الغاشم.

 

بالمناسبة هل نسي الحزب الإلهي اليافطات التي رفعت على طريق المطار ترحيباً بالرؤساء؟ على فكرة لو علم الرؤساء بتلك اليافطات الترحيبية لتركوا بلدانهم وهرولوا الى القمة خوفاً من أن يفوتهم المنّ والسلوى.

 

يا جماعة الخير الوضع العربي اليوم هو في الحضيض فانظروا الى العراق واسألوا أنفسكم: هل هذا هو العراق الذي كان؟ أين عراق صدّام حسين الذي حارب الفرس 8 سنوات واسترجع بعض الأراضي التي سرقها الفرس.

 

وسوريا حافظ الأسد كانت من أهم الدول في العالم العربي، لا يوجد عليها دولار واحد ديناً، ولديها جيش قوي وطني، مع بعض التحفظات المقبولة، على الاقل جيش حافظ الأسد حارب إسرائيل عام 1973 وسطّر انتصاراً محدوداً لأوّل مرة في التاريخ مع الجيش المصري والسعودي والكويتي والمغربي، ولا ننسى الجيش العراقي.

 

أين سوريا اليوم؟ نبدأ بخسارة مليون شهيد، و11 مليون مواطن مهجرين، والحاجة الى 500 مليار دولار لكي تعود كما كانت قبل المؤامرة التي يدعيها بشار الأسد التي تريد رأسه، وكأنه أعظم من اينشتاين أو كأنه هو الذي اخترع القنبلة النووية… يعني أنّ سوريا بشار الأسد اليوم للأسف لم تعد سوريا حيث أقيمت فيها عدة دول:

 

دولة سوريا الروسية،

 

دولة سوريا الأميركية،

 

دولة سوريا الايرانية،

 

دولة سوريا التركية،

 

وماذا عن ليبيا؟

 

أين ليبيا اليوم؟ أولاً إنها مقسّمة الى دولتين دولة طرابلس ودولة بنغازي والمشكلة أنه لا توجد دولة لا في طرابلس ولا في بنغازي.

 

وماذا عن تونس؟

 

قامت ثورة ولكن الشعب التونسي شعب راقٍ مثقف عاقل وليس دموياً، ولكن المشكلة اليوم أنه لا يوجد استقرار، الى الوضع الاقتصادي السيّىء.

 

ولا أُريد أن أتحدث عن اليمن السعيد الذي كان في قديم الزمان سعيداً أما اليوم وبفضل الحوثيين ومرجعية الحزب الإلهي أصبح من أكثر الدول تخلفاً، والحياة صعبة، وانقسام بين أهل اليمن الى أقصى الحدود، إنقسام لم يعرفه الشعب اليمني في تاريخه.

 

في الواقع ليس هناك مؤامرة، وليس هناك من عنده الوقت ليفكر في المؤامرة ولا يوجد أي منفعة من المؤامرة.

 

إنّ الوضع العربي صعب لا بل صعب جداً، ولم يكن الوضع العربي في أي يوم من تاريخه كما هو اليوم من تفكك وإرباكات ومشاكل وحروب في معظم الدول العربية وفي ما بين الدول العربية… والأنكى أنّ الذين يتحدثون عن المقاومة ليسوا إلاّ مجموعة تتلقى الأوامر من الملات في إيران وقد اعترف سيّد المقاومة بأنه جندي في جيش ولاية الفقيه يتقاضى الأموال من اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني وسلاحه من إيران أيضاً…

 

ومع هذا كله نقول إنّ لبنان فيه دولة.

 

كلمة أخيرة لا بد منها في إطار سؤال:

 

من هو الذي يعطي الأوامر للحزب الإلهي: رئيس الجمهورية أم الدولة اللبنانية أم إيران؟

 

لذلك عندما يصبح الحزب الإلهي بإمرة الدولة اللبنانية نستطيع أن نقيم قمّة وندعو إليها القادة العرب… فيحضروها.

 

عوني الكعكي