IMLebanon

قمة التزامات ثابتة  ومصالح متغيرة

كما في قمة كامب ديفيد كذلك في قمة الرياض: مزيد من الشيء نفسه في حال الأخذ والرد بين أميركا ودول الخليج. تأكيد شراكة استراتيجية من دون تطابق في الرؤى. وحرص على استمرارية علاقات تاريخية، وسط تباين في حسابات الرد على تحديات الحاضر وادارة متطلبات المستقبل. فالرئيس باراك أوباما أخذ السياسة الأميركية في الشرق الأوسط الى أبعد مما تريده الرياض وأحياناً في الاتجاه المعاكس لما تريده عبر تركيز الاهتمامات على الاتفاق النووي مع ايران وما يشبه الانقلاب في النظرة الاستراتيجية الى دورها الاقليمي. والملك سلمان بن عبد العزيز قاد السياسة السعودية وبالتالي الخليجية الى أبعد مما تريده واشنطن عبر مواجهة المشروع الايراني بالوسائل المباشرة وغير المباشرة في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.

والسؤال هو: هل نجحت القمة الأميركية – الخليجية في اعادة بناء الثقة التي تضررت؟ والجواب صعب في انتظار الوقت. فالقراءة في القمة تحتاج الى أكثر من سماع ما قاله الملك سلمان في الافتتاح وما قاله الرئيس أوباما في الختام ثم في مؤتمره الصحافي. لكن الرد الأكاديمي البارد على أسئلة سياسية ساخنة يكشف أن الرهانات على اختراق في القمة لم تكن واقعية.

ذلك أن البحث عن تغيير في موقف أوباما يصطدم بالجدار. لا لأن الرئيس الأميركي صار بطة عرجاء في الأشهر الأخيرة له في البيت الأبيض بل لأن رؤيته السياسية الى أميركا والعالم ثابتة ولم تتأثر بكل الأفكار والمواقف التي اقترحها مساعدوه. فهو، كما يقول بن رودس أقرب المستشارين اليه، يرى أن الشرق الأوسط لم يعد مهماً للمصالح الأميركية، وان رئيس أميركا يستطيع فعل القليل لجعله مكاناً أفضل. وهو، خلافاً لما تطلبه منه دول الخليج، يؤمن بأنه قدّم خدمة كبيرة لبلاده بابقائها خارج الاضطراب في سوريا حسب جيفري غولدبرغ.

واذا كان التقارب ممكناً في بندي الأمن الاقليمي ومحاربة داعش على جدول الأعمال، فإن الخلاف عميق حول مسألة ايران، وإن اعترف أوباما بأنه تاكتيكي. فالمسألة بالنسبة الى دول الخليج ليست أن ينفي أوباما التصور القائل إن الاتفاق النووي يعطي طهران اجازة لزيادة تدخلها في الشؤون الداخلية العربية بل أن ينتقل من مراقبة سلوك ايران لزعزعة المنطقة الى وقف هذا السلوك بما يتجاوز الوسيلة التي يقترحها، وهي الحوار. والموضوع في سوريا ليس أن يتحدث أوباما عن تسوية سياسية بلا دور للأسد بل أن يمارس عملياً ما يحقق ذلك.

والباقي دوريات بحرية مشتركة وأسلحة ضد الصواريخ وحرب طويلة المدى على داعش.