الوضع العربي عموماً بات بحاجة ماسّة الى علاج يعيد تصويب المواقف وتقريبها، كون توحيدها مستحيلاً في الظروف والمعطيات الراهنة.
وإنني أرى أنّ العلاج لا يمكن أن يأتي إلاّ من خلال عمل جماعي يشارك فيه غير طرف من الأسرة العربية، ولا بأس أن يكون ذلك على هامش جامعة الدول العربية إن لم يكن من صلبها… ذلك أنّ هذه الجامعة فقدت الكثير من قدراتها وإمكاناتها وباتت مجرّد هيكلية شكلية لا تقدّم ولا تؤخر في المسار العربي… وطبعاً ليس لها أي فاعلية على المستوى الإقليمي والدولي.
لذلك أقترح عقد قمة تجمع دول الخليج العربي وجمهورية مصر العربية والمغرب… أمّا باقي الأطراف العربية فلكل منها مشاكله وأزماته وحروبه، ما يحول دون مشاركتها، أو ما يجعل هذه المشاركة من دون جدوى.
فماذا يمنع القاهرة والرياض والرباط أن تجتمع ومعها عواصم سائر البلدان العربية لتبحث في ترتيب البيت العربي؟ وهذه الدعوة – الاقتراح ليست مرتبطة بالاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الـ(1+5)، وإنْ كان هذا الاتفاق يزكيها ويضاعف من ضرورات عقدها…
إنّ الوضع العربي العام يدعو الى الأسف كي لا نقول الى اليأس، وفي التقدير أنّ للسعودية ومصر دوراً وثقلاً وتأثيراً، وللمغرب علاقات راسخة مع دول القرار في العالم… وسائر دول الخليج ذات قدرات موصوفة في تقديم الدعم و»المساندة».
لقد جرّبنا التجربة الأميركية في غزو العراق.
وجرّبنا الإنقسامات الطائفية والمذهبية والقبلية.
وجرّبنا القتال والإقتتال.
فماذا كانت النتيجة: سوريا الى مزيد من التدهور.
والعراق نهر الدماء فيه لا يجف، بل يزداد إراقة.
واليمن جرح كبير.
وليبيا فوضى وتطرّف وقبليات،
فلماذا لا نجرّب مبادرة عربية – عربية؟ ومن قال إنّها لن تكون فاعلة؟