IMLebanon

قمّة استنقذت قمّة

أنقذت “قمة الفرصة الأخيرة لقطر” التي عقدت في الرياض، القمة الخليجية التي ستعقد نهاية الشهر المقبل في الدوحة. البيان المشترك تحدث عن “اتفاق تكميلي” يقضي بالتزام المبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس في شكل مباشر او غير مباشر، والى “ترسيخ روح التعاون الصادق والتأكيد على المصير المشترك”.

يشكل هذا دليلاً “إنشائياً” على ان صفحة الخلاف الذي هدد العلاقات الخليجية قد طويت لكن الدليل الحسيّ هو قرار السعودية والامارات والبحرين إعادة السفراء الى الدوحة بعد سحبهم قبل ثمانية اشهر احتجاجاً على التدخلات القطرية.

كان كارثياً لو انفرط العقد بين دول مجلس التعاون الخليجي، وسط الظروف المأسوية التي تعصف بالمنطقة وفي مواجهة التحديات التي باتت تهدد الدول والخرائط والكيانات، ولهذا تضافرت مجموعة من المواقف والمبادرات استنقذت قمة الدوحة، وأسست لاستنقاذ العلاقات الخليجية.

البيان الذي اشار الى دفع مسيرة العمل المشترك من أجل كيان خليجي قوي ومتماسك وفي اطار من اللحمة المتينة والتقارب الوثيق، كان نتيجة التلاقي بين الحرص على عدم انفراط العقد والمبادرات لإعادة الدفء الى العلاقة بين ابناء الاسرة الواحدة وفي هذا السياق بدا واضحاً:

اولاً – ان امير الكويت الشيخ صباح الأحمد نجح مرة أخرى في ترتيب العلاقات الخليجية، بعدما وصل الليل بالنهار منذ سحب السفراء الثلاثة من الدوحة، في السعي لتقريب وجهات النظر وإزالة الخلافات ورسم المخارج، واذا كان استنقذ قمة العام الماضي باصطحاب امير قطر الشيخ تميم الى الرياض وعقد قمة ثلاثية مع خادم الحرمين الشريفين، فقد استنقذ القمة الآن بعد جهوده المتواصلة لإنجاح اقتراحه عقد “قمة الفرصة الاخيرة لقطر” في الرياض.

ثانياً – ان خادم الحرمين الشريفين الذي يعمل على التضامن ويحرص على التكاتف ووحدة الصف على المستوى العربي، هو اكثر حرصاً على لحمة ومتانة العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي، ولم ينفك عن بذل المساعي للارتقاء من مرحلة التعاون الى مرتبة وحدة العمل الخليجي، لأن الوحدة تنعكس قوة ومنعة على كل الدول الخليجية في مواجهة التحديات.

ثالثاً – ان الشيخ تميم أبدى حرصاً عميقاً على استمرار التعاون الخليجي، وليس خافياً انه ذهب ثلاث مرات الى الرياض حيث أحيط بحفاوة وقبّل رأس خادم الحرمين الشريفين، رغم ان عنوان قمة يوم الاحد جاء في سياق استعمل تعبير “الفرصة الاخيرة”، وهذا يثبت تمسكه بإعادة الدفء الى العلاقات وباستمرار روح التعاون بين دول الاسرة الخليجية، وهو ما ساعد في استنقاذ القمة المقبلة في الدوحة، وقد أكّد الحرص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج، محتفظاً بالحرية في التحرك في السياسة الخارجية خارج الإطار الخليجي!