Site icon IMLebanon

إلى “أحد الوضوح” غداً

 

الناس ستُحارب من أجل لقمة عيشها

 

تستمر السلطة المأزومة بتجاهل مطالب الثوار على الرغم من وضوحها. وتحاول السلطة تقويض المطالب وإغراق الناس في تفاصيل تبعِدهم عنها، علّها بذلك تتخطى الضغط الشعبي الذي بدأ منذ 17 تشرين الأول، وإن اضطرت لافتعال الإشكالات والفتن. وتأكيداً على رفض هذا السلوك، وعلى إصرار الثوار على مطالبهم وتضامنهم في ما بينهم، دعت مجموعة “لحقي” الى التجمع في ساحات الثورة غداً الأحد تحت عنوان “أحد الوضوح”.

 

ففيما تحاول أحزاب السلطة تضليل المواطنين هرباً من المحاسبة، وحرفها باتجاه الثوار وكأنّهم هم من في موقع المسؤولية، يصرّ الثوار على مطالبهم ويكرّرونها. فتذكّر “لحقي” بمطالب: “تشكيل حكومة مصغرة من اختصاصيين واختصاصيات فوراً، بعيدة من السلطة السياسية الطائفية الحاكمة، تكون المخرج من المأزق الاقتصادي، واتخاذ قرارات لوقف التدهور المالي، وتعزيز استقلالية القضاء، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة بقانون يضمن عدالة التمثيل”. ودعت المجموعة الى التجمع في ساحتي الشهداء ورياض الصلح عند الساعة 3 من بعد ظهر غد، على أن تنطلق عند الساعة الثانية ثلاث مسيرات من أمام مصرف لبنان في الحمرا، ومن ساحة ساسين، ومن أمام المتحف الوطني في بيروت.

 

يشرح هاشم عدنان، من “لحقي”، سبب اختيار النقاط الثلاث للتجمع، “اختيرت نقطة مصرف لبنان لتوجيه رسالة كبيرة والاعلان عن مطلب أساسي بعد تشكيل الحكومة، وهو إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والهيئات الرقابية، كي لا يبقى الوضع على حاله، وليبدأ التغيير بالنهج المالي المتّبع. فمن غير المقبول أن يدير شخص واحد المصرف نحو 30 عاماً، وأن تخدم سياساته المصارف وأن لا يتخذ أية خطوات تنقذ الشعب. فحاكم المصرف المركزي يجب أن يكون حليف الناس لا المصارف”.

 

ترى “لحقي” الأمور بواقعية، فهي مدركة لوجود انقسام بين مؤيد ومعارض للثورة، ولاستعداد بعض جماهير الأحزاب للذهاب مع أحزابها حتى النهاية. لكن مقابل رهان السلطة على نجاحها بتقويض مطالب الثوار ودسّ خطاب يحمّلهم مسؤولية الأزمة الاقتصادية، لوضعهم بمواجهة مع بقية المواطنين، يراهن الثوار على فشل هذه السلطة، ما سيدفع المزيد من مناصريها للانتقال إلى صفوفهم. إذ يتوقع عدنان بأن يؤدي عجز السلطة عن التعامل مع المشاكل وازدياد الأزمات اليومية وفقدان الرواتب قيمتها الشرائية خلال الأيام المقبلة لانقلاب مناصري الأحزاب ضد السلطة. “فالناس ستحارب من أجل لقمة عيشها، وستزداد الشرائح التي ستنضم إلى الثورة. وهناك ورشة نقابية هائلة فتحت في كل لبنان وتستكمل عملها يومياً. وهناك أحزاب سياسية جديدة تتشكل ومجموعات تتنظم وتعمل داخل مناطقها”، وفق عدنان. ويبدو أن عدنان مرتاح لمسار الأمور ومدرك لما يحصل، “فالسلطة فشلت في حرف الأنظار عن مطالب الثوار، وفُضحت محاولاتها لاختراع قصص تلهي الناس، كالحديث عن موضوع اللاجئين تارةً، والتذرع بالشتم لمحاربة الثورة تارةً أخرى. إضافة إلى تسلل بعض المجموعات إلى الثورة لحرفها عن مسارها، مدعية الخروج من ولاءاتها الحزبية”. أما التهديدات والقمع، “فقد تخيف مرحلياً لكن القمع لا يمكنه أن يكون خياراً استراتيجياً في لبنان كما لا يمكنه إشعال حرب لأنها بحاجة إلى طرفين، وليس هناك من يرغب بمواجهة الطرف الأقوى في لبنان”.