على طريقة زياد بن أبيه: “النحر” من أمامكم و”داعش” من ورائكم، ولم يعد هناك ما يستدعي الانتظار والركون، فلا أميركا سترسل جنوداً يقاتلون الارهابيين في العراق وسوريا وأي مكان في المنطقة العربية، ولا إيران مهتمة بقتالهم بمقدار اهتمامها بتوسيع رقعة سيطرتها في العراق وسوريا واليمن ولبنان.
ليس هناك أفضل من الدول العربية وتحديداً الدول السنّية، يقوم أحد بضرب “داعش” والقضاء على الإرهابيين، فعندما تكرر السعودية ان الإرهابيين اختطفوا الاسلام وشوّهوا صورته في العالم، وعندما يتمادى الإرهابيون في جرائمهم المقززة وهم يرفعون زوراً لافتة “الدولة الاسلامية”، وعندما تُعرض أفلام الذبح الوحشي على الرأي العالم العالمي، العاجز عن التفريق بين الاسلام السمح والحنيف الذي يدين القتل، والقتلة الذين يذبحون من المسلمين أكثر من غيرهم، من الطبيعي ان يصبح القضاء على هؤلاء مسؤولية اسلامية بالدرجة الاولى!
ليس خافياً ان سياسات أميركا وتغاضيها عن مذابح النظام السوري وكيديات نوري المالكي المذهبية ساهمت في ظهور “داعش”، ولن أكرر ما نسب تكراراً الى هيلاري كلينتون من أن أميركا هي التي صنعت “الدواعش”، ولا حاجة الى التوقف كثيراً أمام قول باراك أوباما قبل أيام، إن الأرهابيين يشكلون خطراً على المجتمعات التي يستهدفونها وإن “على هذه المجتمعات أن تبادر وتحمي نفسها بنفسها”!.
ذلك ان هناك في الدول العربية من يرفع الصوت منذ أشهر، داعياً الى ضرورة تشكيل قوة محورية تقوم بالتصدي للارهابيين وتتولى عمليات التدخل السريع لضربهم، والآن مع دعوة عبد الفتاح السيسي الى تشكيل قوة عربية مشتركة سارع نبيل العربي، الى الإعلان انه بعث برسائل الى العواصم العربية يستطلع رأيها في إحياء “معاهدة الدفاع العربي المشترك” التي أعلنت عام ١٩٦٥ اي قبل خمسين عاماً ولكنها لم ترَ النور يوماً على رغم كل الحروب الاسرائيلية ضد العرب!
الحديث عن إحياء هذه المعاهدة مسخرة وهامشية فليس هناك من عالم عربي متفاهم على الحد الأدنى في الأساس، والجامعة العربية المفلسة والقاصرة عن المعالجات السياسية كيف لها ان ترتّب تحالفاً عسكرياً ميدانياً يتولى هذه المهمة الجليلة، لهذا فإن القوة المحورية الوحيدة الممكنة يفترض ان يتم تشكيلها من قوات مصرية وأردنية ومن دول مجلس التعاون الخليجي.
المحلل العسكري لشبكة “CNN” جيمس ماركس اعتبر ان تشكيل هذه القوة العربية سيكون بمثابة خطوة استراتيجية وسياسية مهمة جداً للمنطقة وستمثّل إنجازاً يضع الأمور في نصابها الصحيح، وهذا صحيح على خلفية ان الاعتماد على اميركا والغرب يعطي “داعش” حجة للقول إنها حرب صليبية على الاسلام، وإشراك ايران اسوأ، لأنها تصبح حرباً صليبية – شيعية على السنّة!
والسؤال: هل تسارع الدول العربية الى إنقاذ الاسلام وانقاذ نفسها أيضاً؟