IMLebanon

الميثاقية السنّية بين رغبة “الحزب” وعجز القيادات

 

“حزب الله” يسعى لإيصال ما يقارب عشرة نواب سنّة

 

 

يحاول الرئيس فؤاد السنيورة جاهداً سد الفراغ الذي تركه الرئيس سعد الحريري باعتكافه عن الساحة السنية وترك طائفة بأكملها لمصيرها تواجه الاستحقاق النيابي بتشتتٍ وضياع، في ظل تموضع القيادات السنية الأخرى داخل مناطقها الانتخابية فقط.

 

أثبت غياب الحريري وخلفه «المستقبل» المتمدد الى مختلف المناطق اللبنانية، أن الطائفة السنية اليوم تحتاج الى من يحمل لواءها وهمومها، يتحدث باسمها ويفاوض لأجلها، لا يساوم على حقوقها ومراكزها في الدولة اللبنانية، يلمّ شمل ما تشتته قيادات الطائفة في دوائرهم الانتخابية، وهم ينظرون الى أبنائها بأنهم مجرد أرقام توصل الى الندوة البرلمانية وتؤمن الحواصل الانتخابية.

 

إعتكف الرئيس الحريري في لحظة مصيرية وشرّع الباب أمام كافة الاحتمالات التي تؤدي الى مزيدٍ من التقهقر داخل الطائفة، في وقت تحتاج الأزمة الحالية الى رص الصفوف وبناء التحالفات وايصال ممثلي الطائفة الى المجلس النيابي من رحم أبنائها لا من حواصل الطوائف الأخرى التي احتكرت تمثيلهم لدوراتٍ متتالية بفعل القانون الأكثري، ودعمت حلفاء لها في دوائر أخرى، وجمعت نواباً من دوائر مختلفة وأُطلقت عليهم تسميات كـ»اللقاء التشاوري» الذي انقسم عند اول مفترق، او ككتلة «ضمانة الجبل» التي أنشئت لخرق الصف الدرزي.

 

يسعى الرئيس السنيورة الى ترقيع ما أمكن من الشرخ الذي تركه الرئيس الحريري، فاصطدم بالمعترضين من الطائفة وفي مقدمهم المستقبليون الجدد الذين لم يعرفوا كيف يوجهون خيارات ناخبيهم او اتخذوا قراراً سليماً يحفظ كرامة الطائفة وحقوقها، وهو لا يزال يعقد الاجتماعات مع مختلف المكونات السنية ومن رعيل المستقبل الأول خصوصاً في البقاعين الغربي والشمالي، في محاولةٍ لرأب الصدع واعادة احياء تحالفات نجحت عام 2018 في خرق المحادل الانتخابية وايصال مرشحي الطائفة والطوائف الحليفة.

 

أخطأ الرئيس الحريري في قراره الأخير وفق ما يقول مصدر سني بقاعي لـ»نداء الوطن»، وأخطأ قبله معظم القيادات السنية التي تعتبر نفسها تمثل الطائفة حيث بقيت في مناطقها الشمالية وفي بيروت والبقاع، فلم يخرج النائب عبد الرحيم مراد من البقاع الغربي، استثمر انتخابياً ومؤسساتياً ونجح في استقطاب الناس الذين أوصلوه الى الندوة البرلمانية، لكنه فشل في أن يكون زعيماً سنياً، كذلك فشلت قيادات الشمال في استقطاب الجمهور السني عموماً وبقيت تعمل وفق نطاق محدد، وحده «المستقبل» نجح في التمدد لكنه فشل عندما ترك الناس في هذه المحطة الحرجة، واخلاء الساحة لكل من تسول له نفسه الدخول والتغلغل داخل البيئة السنية واستقطابها عبر مساعدات مادية وعينية، وصولاً الى مرشحين من الطائفة ضمهم البعض (كحزب الله) الى لائحته متيقناً من وصولهم وايصالهم الى المجلس النيابي.

 

ويضيف المصدر أن «حزب الله» يسعى لميثاقية سنية يضمنها في المجلس النيابي المقبل، ان كان عبر مرشحين سنة على لوائحه أو عبر دعم حلفاء له في بيروت والبقاع الغربي والأوسط وغيرها من الدوائر ما يضمن له غطاءً نيابياً سنياً في محطاته المقبلة، سواء عبر تسمية رئيس حكومة مقرب منه، أو تمرير قوانين داخل المجلس النيابي، وغيرها من المسميات التي تصب في صالحه.

 

ويوضح المصدر أن «الحزب» يسعى لايصال ما يقارب عشرة نواب سنة بين حليف وعلى لوائحه، وهو الامر الذي اعطاه اياه الرئيس الحريري على طبقٍ من ذهب. ويلفت الى أن الرئيس السنيورة وحده يعلم ما يحاك، ووحده يواجه المشروع المرسوم، فيما القيادات السنية الأخرى عاجزة عن التفكير في القضية حتى، همها أن تصل في دوائرها الانتخابية ولو منفردة وان كان هناك أكثر من مقعدٍ سني، مستطرداً أن الهوى السني اليوم يدور في فلك مسعى الرئيس السنيورة، والشارع البقاعي تحديداً لن يترك الساحة فارغة يملأها من لا يمثل على الأرض شيئاً، ولكن الأمر يحتاج أيضاً الى وعي من قيادات «المستقبل» في المناطق، والعمل على تجيير أصواتها لمن يشبهها من اللوائح كي لا تقع في فخ الميثاقية السنية المزيفة التي يعمل الكثيرون على وصولها.