IMLebanon

سقوط أوهام الطامحين للتزعم السياسي بدلاً من رئيس «المستقبل» المزاج الشعبي لم يتجاوب مع طروحات المتزعمين الجدد

 

بدا ان تأثير زعيم تيار المستقبل سعد الحريري في الشارع السني والوطني عموما، كان حاضرا وبقوة، طوال مرحلة التحضير لخوض الانتخابات النيابية منذ اشهر في كل لبنان والعاصمة تحديدا، بالرغم من عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية وتعليق عمله السياسي، ووجوده خارج لبنان منذ فترة، وانحسار اي نشاط انتخابي لتياره، حتى لا يكاد اي مجلس او ملتقى انتخابي، الا ويأتي على ذكره، من جانب معين، في حين ان القاسم المشترك لكل هذه الاحاديث هو التاثير الراسخ والمؤثر للحريري في الوسط الشعبي عموما، واستحالة تغيير هذا الواقع او حرف توجهاته لصالحه، كما كان يطمح البعض اويمنّي النفس بذلك، مهما تعددت الوسائل المتبعة، وتعددت اساليب الإغراء والجذب المتبعة، لابدال مشاعر وتوجهات الرأي العام بمجمله.

ولعل غياب الحريري عن المشاركة بالانتخابات النيابية، لم يشكل مناسبة لكشف نوايا وتوجهات بعض السياسين بخصوص موقفه هذا فقط، بل افسح في المجال امام معظم هؤلاء لخوض غمار الانتخابات بنفسهم لكشف مدى قدرتهم على حشد التأييد الشعبي لصالحهم، ومستوى التأييد الذي يحظون به، بما يفسح المجال اماهم للزعامة السياسي والشعبية، بموازاة الحريري او بديلا عنه.

ولم يخف على احد، انه بعيد اعلان الحريري موقفه بالعزوف عن خوض الانتخابات، وهو موقف لم يكن وقعه مريحا على جمهور ومؤيدي تيار المستقبل، كما هو حال قسم كبير من اللبنانيين الذين يؤيدون سياسته ويدعمون توجهاته الوطنية المعتدلة، الا ان بعض الطامحين للتزعم مكانه، لم يخفٍ ارتياحه، بل راح يعد العدة للتحرك الفوري لتحقيق طموحه وتنفيذه في الوقت المحدد.
ولكن يبدو أن حسابات حقل هؤلاء الطامحين للزعامة، لم تتناسب مع حسابات بيدر الجمهور والمؤيدين والشارع السنّي عموما، بل اتت معاكسة تماما، واظهرت رفضا لتاييدهم، والتزام الجمهور بالالتفاف حول الحريري، اكثر من اي يوم مضى.
ولذلك، لم يكن مفاجئاً حال التخبط، الذي اصيب بها هؤلاء الطامحون للزعامة، الذين وجدوا انفسهم يدورون في حلقة مفرغة، جراء عدم قدرتهم على تخطي هذا الواقع الصعب، او استقطاب الجمهور لصالحهم. بل ابعد من ذلك، لاحظ هؤلاء، استنكاف المواطنين عنهم وعدم الاقتناع بجدوى التلاقي معهم او تاييد افكارهم وطروحاتهم. لذلك راح بعضهم يروج مباشرة او مداورة، عن موقف او نداء ما، يوجهه الرئيس الحريري لجمهوره عشية الانتخابات لحثهم على الاقتراع، أملا ان يؤدي موقف على هذا المستوى، باقناع الناس لتاييد ترشيحاتهم وتوجهاتهم، علما ان زعيم تيار المستقبل لم يدع الى مقاطعة الانتخابات في كل مواقفه وخطبه السياسية، لكي يعود ويدعو جمهوره للانتخاب من جديد، او محاولة التلطي وراء صمته الانتخابي لتبرير الفشل او تدني نسبة المشاركة بالانتخابات، وتحميله خطأ مسؤولية هذا الانكفاء، إزاء هذا الواقع، يستبعد ان تفرز نتائج الانتخابات النيابية بعد يومين، زعامات سياسية جديدة،  من مستوى الصف الأول، تبدل خريطة الزعامات الحالية، باستثناء إتاحة الفرصة لوصول وجوه جديدة للبرلمان الجديد، مايعني في الخلاصة ان نتائج الانتخابات ستكون محبطة، لطامحي الوصول زعامة الصف الأول، وتحديدا للحلول محل زعامة الحريري السياسية.