Site icon IMLebanon

الزعيم السنّي… والترشيح الماروني

زعيمٌ سنّي… ويسمّي المرشح الماروني لرئاسة الجمهورية؟ إستغفروا الله العظيم.

ولكن… الزعماء الموارنة بمن فيهم الزعيم الماروني الروحي الذي أُعطيَ له مجد لبنان، أخفقوا على مدى ما يقارب السنة ونصف السنة في اكتشاف الرسول الماروني المسحور الذي تعدّه الآلهة لقصر بعبدا، وبالرغم من إقامة مئات القداديس وزيّاحات البخور عن نيّته.

وكيف يحق مثلاً للزعماء الموارنة الإعتراض، إنْ أَقْدمَ زعيمٌ سنّي على تسمية مرشح ماروني للرئاسة، ما دامت التسمية المارونية محصورة بتسمية «الأنا»، فيما أنانية «الأنا» التي كانت والتي أضحت شعار الترشّح «أنا» أو الفوضى، لن تنجح معها أيُّ جراحة تجميلية لوجه الدولة المشوّه.

لعلّ خطيئة المرشحين الحصريين لرئاسة الجمهورية هي أنّهم قد ورَّموا عقولنا بمواصفات حصرية لرئيس الجمهورية القوي فإن هي لا تنطبق عليهم، فلا رئيس… فيما الأصحّ أنْ تُطْرح في المقابل المواصفات الأرقى للرئيس القوي، وهي التي يستطيع صاحبها أن يكتب بيده هو خطاب القسم الرئاسي، وبقلمه هو وبنات أفكاره هو، وليس بيدٍ مستعارة وقلم مستعار وأفكار مستعارة بالإيجار.

مواصفاتهم للرئيس القوي، هي التي أوقعت لبنان في المآزق وأوقعت الموارنة في الصراعات، وأوقعت رئاسة الجمهورية في الفراغات، وهي التي تطرح اليوم معادلة القوة من ضمن اللائحة الرئاسية الحصرية، بين من هو رئيس قوي، ومن هو رئيس أقوى في مجال المفاضلة بين النائب سليمان فرنجية والعماد ميشال عون.

أيها السادة.

في المفهوم الوطني الصحيح، من الأجدى أن يسمّي زعيمٌ مسلم رئيس الجمهورية المسيحي وبهذا يكون الرئيس قوياً، مثلما يكون قوياً رئيس المجلس النيابي الشيعي ورئيس الحكومة السني بتسمية مسيحية.

هذه البدعة الموروثة من مخلفات الوجود السوري في لبنان، والتي روّجتها ثقافة «الترويكا» بأن تختار كل طائفة رئيسها، هي التي جعلت الرؤساء والمسترئسين يجنّدون طاقات الدولة ومؤسساتها في خدمة الطوائف ليصبحوا بها أقوياء، وللإستقواء بها على الطوائف الأخرى، كما على منافسيهم في الطائفة الواحدة.

وهذه البدعة هي التي أطاحت مقومات الوطن الحضاري والدولة الديمقراطية وشرعية الدستور، وحالت دون عودة لبنان الى لبنان، وعودة طوائف لبنان الى كنف الصيغة النموذجية وسط عالم تمزقه الطائفيات المسعورة وحمّى المذهبيات.

كفى… أيها الداعشيون، «السياسيوُّ – طائفيون»، لقد كفَّرتم اللبنانيين بلبنان الوطن ولبنان الدولة، في دولة أقمتموها من أهل الغاب على شاكلة دولة الشاعر أحمد شوقي فإذا الخيار بينها وبين الموت.

وقال يا صاحب هذي الليلة سألتك الموت ولا ذي الدولة.