أحدث التصريح الأخير للنائب السابق خالد الضاهر قبل فترة الذي هاجم فيه تخاذل الدول العربية وأشاد فيه بتضحيات المقاومة، صدمة في الشارع السياسي. فالضاهر معروف بتاريخه العدائي لحزب الله، وانه كان رأس حربة في الفريق المعارض للحزب في السنوات الماضية، من هنا أتى حديثه عن دعم المقاومة وقوله ان سلاح حزب الله حمى الداخل مفاجئا.
ما قاله الضاهر ليس الكلام الوحيد، فثمة مواقف كثيرة صدرت في الأشهر الماضية عن قيادات ومشايخ من المعارضة السنية لا يختلف بمضمونه وخلفياته عما قاله الضاهر، وهذا الأمر شكل مفارقة في خضم المعمعة والاختلاف مع فريق سياسي معارض لحرب الإسناد التي يقوم بها حزب الله دعما لغزة.
ما يصدر من قيادات سنية من تأييد لحزب الله، كما تقول مصادر سياسية، ليس تفصيلا عابرا وان كان التحول في المزاج السياسي السني حصل بعد عملية طوفان الأقصى بتأييد القيادات السنية للقضية الفلسطينية، مما أدى لاحقا الى تأمين التغطية السنية لحرب الإسناد التي يقوم بها الحزب، كما ساهم في خلق مناخات ارتياح في الداخل.
التحول السني ظهر أيضا باتساع حلقة القيادات السنية “غير المعادية” لحزب الله، ويمكن رصد انتقال مجموعة من النواب السنة من منطقة الخصومة الحادة الى البيئة عير المعادية للحزب، لكن عددا كبيرا من هؤلاء يحرصون على عدم المجاهرة بمواقفهم، والتزام معايير معينة تختلف عن طريقة تعبير نائب عكار، بحسب المصادر التي تؤكد انه يمكن ربط التغيير في المزاج السني بعدة عوامل: في المرتبة الأولى تأتي القضية الفلسطينية والتعاطف في البيئة السنية مع القضية، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم إبادة، فحرب غزة شكلت بداية التحول وليس كلها، فالساحة السنية تشهد فراغا وتضعضا كبيرا لم يستطع أحد ان يملأه منذ خروج “الحريرية السياسية” من السلطة، ومع تراجع دور القيادات السنية في الحياة السياسية انكفاء وحضورا في المعادلة الجديدة، وغياب المشروع السني البديل.
التحول السني، كما تضيف المصادر، يمكن ان يكون نتيجة قراءة خاصة لمجموعة من القيادات تسعى لحفظ أدوار لها في الاستحقاقات النيابية والبلدية ومصالحهم الفردية، ومع ذلك فإن التقارب السني – الشيعي في ما خص الحرب والقضية الفلسطينية خطوة إيجابية في مواجهة التحديات، ويمكن إذا استمر “ستاتيكو” التلاقي الى الدخول في مرحلة اصطفاف جديدة، كما يمكن توقع المزيد من الانفتاح بين المحاور المتناقضة والمختلفة سابقا.