يتعذر التوصل الى نتائج إيجابية في الاستحقاق الرئاسي ما دام الطيف السني مغيّباً عن الساحة الوطنية. وثبت بالوقائع اليومية أن هذا التغييب ثقيل التداعيات على الساحة السياسية، ولقد لا نبالغ اذا ادعينا أن المترتبات ترقى الى حدّ أن تكون مصيرية، أضف أنّ المحاولات كلها، لابتكار قيادة سنية، ذات شمولية، باءت بالفشل، بشكلٍ فادح:
فلا الانتخابات النيابية العامة الأخيرة، في شهر أيار من العام الماضي 2022 نجحت في أن تفرز قيادة من مستوى الرئيس سعد الحريري.
ولا النواب السنة، مع حفظ الاحترام لهم جميعاً وبينهم أصدقاء أعزاء، استطاعوا أن ينتجوا ليس قيادة واحدة بل وحتى بضع قيادات كما كان الأمر مع المرحومين رشيد كرامي وصائب سلام وعبدالله اليافي(…).
ولا المحاولات الخارجية تمكنت من التوصل الى اختراع زعيم سنّي بمعنى القيادة خارقة المناطق وحتى المذاهب والطوائف.
ولا خطورة التطورات والمستجدات من اقتصادية ومالية وأمنية، وعلى صعيد حرب المخيم في عين الحلوة، وأيضاً على صعيد النازحين السوريين في موجات نزوحهم التي لم تتوقف الخ… توصلت الى بروز الزعيم/ الضمير على نهج الرئيس سليم الحص عافاه الله وأمدّ في عمره.
ولا البعض الذي طرح نفسه بديلاً للرئيس سعد الحريري نجح في إثبات وجوده بأي شكل من الأشكال.
وبالطبع فشلت محاولات تجيير الزعامة السنية الى قيادات من خارج الطائفة.
وبالتالي، هل ثمة شك في أن الرئيس سعد الحريري لا يزال الزعيم السني الأوّل في لبنان، وأنه الوحيد القادر، في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الوطن، على أن يجمع (وليؤذن لي بالتعبير) «الشتات» السني الداخلي، فيستقيم الميزان اللبناني، ولا نظن أن أي طيف آخر في لبنان يرتاح الى عدم التوازن القائم حالياً والذي عبر عنه الناخب السني في توزيع الأصوات هنا وهناك وهنالك.