IMLebanon

الحوت لـ”الديار”: البعض يُريد خوض معاركه من خلال السنّة ولقاء أيلول هو “السلّم لنزول الجميع عن الشجرة” 

 

كشف نائب “الجماعة الإسلامية” الدكتور عماد الحوت، ورداً على سؤال عما آلت إليه الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، للمّ شمل النواب السنّة لخوض الإنتخابات الرئاسية بشكل مؤثّر، أن ما من تطورات جديدة في هذا السياق بعد العشاء الذي أقامه في منزله السفير السعودي وليد بخاري لتكريم المفتي دريان، وتم التوافق على إقامة لقاء دوري في دار الفتوى، للتشاور والتحاور في كافة الملفات السياسية وغير السياسية.

 

وعن مساهمة العشاء في تقريب وجهات النظر بين النواب السنّة، الذين التقوا على مائدة السفير بخاري، أكد الحوت أن اللقاء ساهم في إيجاد تقاطعات بين المجتمعين، ولكن لم توضع آلية واضحة للمرحلة القادمة، سوى أنه من المفيد تداعي جميع النواب السنّة إلى دار الفتوى ولو لمرة في الشهر، للتباحث في الملفات السياسية وغير السياسية المطروحة على جدول البحث لتحديد مواقف مشتركة، مشيراً إلى أنه لم يتم تحديد أي موعد قريب للقاء في هذا الإطار.

 

وعما إذا كان اللقاء يهدف إلى لم شمل النواب السنّة المنقسمين إلى 6 فئات، رأى أن الإنقسام هو بين 4 فئات كحد أقصى لا أكثر، لكن في نهاية الأمر الجزء الأكبر من هذه المجموعات تتفاهم مع بعضها البعض، وبالتالي برأيي ان المسافات ليست بعيدة بينهم، وهذا تنوّع في الرأي داخل الطائفة السنّية.

 

وعن مكمن الإختلاف الحقيقي بين النواب السنّة، قال: “لكي نضع الصورة بشكلها الحقيقي والصحيح لا يوجد إختلاف بمعنى الإختلاف، وهذا التنوّع موجود في الطائفة المسيحية كما هو موجود في الطائفة السنّية، وموجود أيضاً في الطائفة الدرزية كما عند السنّة، من الممكن أن الطائفة الشيعية اليوم تشكل استثناءً لظروف معينة مرتبطة بقانون الإنتخابات، وهنا أقصد أن هذا التنوّع ليس فقط في الطائفة السنّية، إنما أيضاً عند الطوائف الأخرى، وبالتالي فإن التنوّع الموجود في الطائفة السنّية لا يعني أنها طائفة مشتّتة، لأن الجزء الأكبر من نواب الطائفة متفاهم في المحطات الأساسية والرئيسية”.

 

وعما إذا كان هذا التنوّع أتى على خلفية غياب تيار “المستقبل” ورئيسه الرئيس السابق سعد الحريري، ذكّر الحوت أن عدد النواب المنضوين في كتلة الرئيس الحريري في العام 2018 كان أقل من نصف النواب السنّة، وهذه الصورة التي نراها اليوم هي صورة متكرّرة وليست وليدة اليوم أصلاً، أما الأمر الآخر، أن الإنتخابات النيابية الأخيرة أفرزت نواباً جدد، وبالتالي فإن هؤلاء يمثلون اليوم الساحة السنّية، وهؤلاء النواب الجدد، أعود وأكرّر، أن الجزء الأكبر منهم ينسّقون سوياً ويتشاورن، وفي الكثير من المحطات السياسية يتّخذون مواقف مشتركة، فالواقع السنّي بنظري ليس سيئاً، لكن البعض يريد خوض معاركه من خلال السنّة، وهذا ليس بأمر طبيعي، وصاحب السماحة أكد في كلمته الأخيرة على ثوابت السنّة السياسية.

 

وعن رؤيته لمستقبل الملف الرئاسي، رأى أن فترة الإنتظار التي أعطيت حتى شهر أيلول المقبل، هي فترة للقوى السياسية لإعادة ترتيب أوضاعها لمرحلة الإتفاق على تسهيل انتخاب رئيس الجمهورية العتيد، فيما لو استمرّ المناخ الإقليمي بالتحسّن، ومن الواضح أن غالبية القوى اليوم باتت تريد “السلّم للنزول عن الشجرة”، وبالتالي أرى أن لقاء أيلول الذي تكلم عنه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، هو “السلّم” الذي سيعطى للقوى السياسية للتواضع والذهاب إلى مشتركات.