Site icon IMLebanon

نبيل بدر: لا يمكن أن تبقى الطائفة عرضة للاستضعاف والتهميش

 

النواب السنّة في دار الفتوى قريباً

 

منذ الانتخابات النيابية دخل النواب السنة في اجتماعات مفتوحة. تلاقى بعضهم مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وآخرون لجأوا الى دار الفتوى لنيل مباركتها. نواب بيروت على وجه التحديد يتحركون على انهم ام الصبي .هؤلاء ايضا تفاوت حراكهم، منهم من يهتم بتزعم اي اجتماع ولو اقتصر عليه وعلى نائب آخر ليحوله الى تكتل، ومنهم من يعمل بهدوء خلف الستار على بناء جسور تواصل ليشكل حلقة حوار نيابية سنية هدفها لم الشمل تحت راية دار الفتوى. خرج سعد الحريري من دائرة الضوء اتخذ نواب بيروت على عاتقهم المبادرة . الطبيعة لا تحب الفراغ ، وغيابه لا افق له ولا توقيت،وسط انباء تفيد عن انتقاله من الخليج للعيش في أميركا.

 

قبل يومين باشرت دار الفتوى توجيه الدعوات للنواب السنة للمشاركة في الاجتماع الذي تعتزم عقده في الرابع والعشرين من الجاري. هدف الاجتماع الاعلان عن وثيقة تتضمن التأكيد على الثوابت الوطنية وفي مقدمها اتفاق الطائف والتمثيل السني في الادارات العامة بعدما انحسر حضور الطائفة في الادارة والتعيين بالتكليف لموظفين من طوائف اخرى بحجة الشغور وقرار وقف التوظيف.حال السنة ليس على خير ما يرام، أقله هذا هو الشعور الذي ينتاب نواب الطائفة حاليا.ً

 

على خط تكتل النواب السنة ينشط نائب بيروت نبيل بدر معولاً على اللقاء الذي سيجمعه مع زملائه النواب تحت رعاية دار الفتوى اذ «لا يمكن للطائفة السنية ان تبقى بلا زعامة ولا مرجعية، عرضة للتهميش والاستضعاف» يقول بدر الذي سبق وعمل على بلورة الجلسة التي جمعت عدداً من النواب السنة مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. منذ الانتخابات يتخذ بدر لنفسه حيزاً مختلفاً كممثل للعاصمة بيروت التي لا يمكن ان يضعف تمثيلها وحضورها البرلماني والسياسي.

 

الملفت في الاجتماع الذي سيترأسه مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان غياب رؤساء الحكومة السابقين والحاليين. مطلب اكد عليه القيمون على الاجتماع والعاملون على تحضيره والسبب تجنب اظهار الاجتماع وكأنه محاولة تعويم لنادي رؤساء الحكومات السابقين، وتطويق لرغبة البعض في ترؤس الاجتماع او ان يكون حضوره موضع تأويل والأهم عدم رغبة النواب في حرف الاجتماع عن غايته المرجوة وهي انشاء نواة تكتل نواب سني يضم نحو احد عشر نائباً من بيروت والمناطق من اصل 14 نائبا، بينما يتوقع احجام ثلاثة نواب عن تلبية الدعوة على اعتبار انهم يرفضون اي اصطفاف مذهبي، من بين هؤلاء حليمة قعقور وابراهيم منيمنة واسامة سعد .

 

منذ بدأ التحضير لمثل هذا الاجتماع فضل المفتي دريان حضور الرئيس فؤاد السنيورة فيما فضل آخرون حضور الرئيس نجيب ميقاتي الى ان رسا القرار على تجنب توجيه الدعوة لاي من رؤساء الحكومات السابقين والحاليين والابقاء على الاجتماع تحت خيمة دار الفتوى في محاولة لاستعادة زمام المبادرة .

 

يعتبر النائب بدر الفاعل على خط انجاح هذا اللقاء واهدافه «ان الاوان قد حان لملء الفراغ على الساحة السنية فمن غير الممكن ولا هو طبيعي تصوير الطائفة وكأنها باتت بحكم الغائبة عن الاستحقاقات المهمة او اختصار الحضور على بتيارات متوارية عن العمل في المرحلة الحالية» ،متابعاً القول ان الانتخابات الرئاسية ستكون من الموضوعات التي ستطرح على بساط البحث عدا مواضيع اخرى يفترض اتخاذ موقف منها». يرفض الدخول في تسمية مرشح رئاسي ويؤكد على مواصفات الرئيس العتيد واهمها «الا يكون من صفوف الممانعة او مستفزا» باختصار يريد «مرشحاً رئاسياً غير معادٍ لحزب الله، قريب لـ14 آذار وغير مستفز لقوى الثامن منه، ويعيد علاقة لبنان مع أشقائه واصدقائه العرب».

 

منذ صدور نتائج الانتخابات النيابية تكونت لدى بدر قناعة بأن وصولهم الى الندوة البرلمانية يحتم عليهم القيام بدور يتجاوز الطائفة والمنطقة الى العاصمة لكن الظروف الراهنة وصعوبتها والانقسام الطائفي تفرض على النائب التقوقع ضمن بيئته وطائفته ويجد نفسه مجبراً لتمثيلها والذود عن محاولات تهميشها من قبل اي فريق اخر. شكل ما حصل خلال انتخابات رئيس مجلس النواب واللجان النيابية من بعدها تجربة مرة للنواب السنة. تم الاتفاق مع الثنائي على منح نسبة من اصوات النواب السنة للرئيس بري على امل ان تتم مراعاة تمثيل الطائفة في اللجان النيابية وابقاء القديم على قدمه لكن كانت المفاجأة بتجيير حصة السنة وتقاسمها ليخرج السنة غير ممثلين في اللجان طبقاً للعرف السائد.

 

تجربة ثانية وهي تسمية رئيس الحكومة حيث اصر النواب السنة ولا سيما من بينهم نواب العاصمة على اثبات حضورهم في الاستحقاق والتصدي لمحاولات املاء رغبات الآخرين عليهم. ساعد في رفضهم الارقام التي جنوها في الانتخابات من دون منة من اي جهة كانت.

 

انطلاقا من التحضيرات الجارية لاجتماع دار الفتوى يمكن القول ان هناك محاولات تبذل في سبيل سد الفراغ على الساحة السنية والتعويض عن غياب الحريري وتياره . الحريري ليس مقصودا هنا بل استعادة دور ومكانة السنة على حلبة السياسة وقطع الطريق على محاولات الاستئثار بنوابهم وتشتيتهم.

 

الامتحان صعب. لقاء النواب مجتمعين قد لا يغطي غياب الزعامة، والتحول الى تكتل نيابي يلزمه رئيس ومرؤس وهو منطق مرفوض في قاموس اكثريتهم. لكنها تبقى محاولة ان نجحت سيكون لها حضورها عشية الانتخابات الرئاسية وليس بعيدا ان يكون رئيس الحكومة المقبل واحدا من نوابها او انهم مجتمعين يمنحون ميثاقية سنية لاي مرشح حكومي حتى وان كان ميقاتي وتعويم حكومته الحالية.