IMLebanon

أين كرامة الطائفة السنّيّة يا دولة الرئيس النجيب؟  

 

 

كنّا نظن أنّ نادي رؤساء الحكومات السابقين، الذي كان «فكرة طيّبة» من الرئيس فؤاد السنيورة، تستوعب المنتمي إليها، وتكون ضمانة لكل رئيس حكومة بأنّ هناك تجمعاً وإجماعاً وداعماً من الطائفة لكل رئيس سابق للوزراء… حيث يشعر أي رئيس حكومة ينتمي الى تلك المجموعة أنّ هناك قوة تقف وراءه كي لا يستفرد به أي رئيس آخر.

 

إنّ موقع رئيس الحكومة مثله مثل موقع رئيس الجمهورية ومثل موقع رئيس المجلس النيابي، ولكن من الطبيعي أنّ هناك سلطة تنفيذية، هي الحكومة، ولم يعد رئيس الجمهورية هو الذي يؤلف الحكومة ويختار من بين الوزراء رئيساً لها، ولم يعد أيضاً بإمكانه أن يقيل أية حكومة كما كانت صلاحيته قبل «الطائف».

 

رئيس الجمهورية يعيش في حالة انتقام من اتفاق الطائف، وذلك منذ توقيع الاتفاق في المملكة العربية السعودية، وهو رفض الدخول رغم كل العروض التي عرضت عليه، وظلّ معارضاً، بل ذهب أبعد من ذلك، عندما انتخب الرئيس الشهيد رينيه معوّض، ويُقال إنّ محاولات عدة جرَت معه ولكن من دون أية نتيجة. واغتيل الرئيس الشهيد رينيه معوّض، وانتخب المرحوم الرئيس الياس الهراوي رئيساً، وهو بدوره حاول أن يقنع الجنرال المتمرّد في قصر بعبدا بالخروج، ولكن كل المحاولات أيضاً باءت بالفشل.

 

وهنا كان لا بد من اتخاذ القرار بإزالة حالة التمرّد التي يمثلها الجنرال عون، فقامت قوات من الجيش اللبناني وبمؤازرة من الجيش السوري باحتلال قصر بعبدا، الذي هرب منه الجنرال عون بالبيجاما وهو الذي كان يتحدّى بأنه سوف يكسر رأس حافظ الأسد، وَبَقيّة القصة معروفة للجميع.

 

بالعودة الى دولة الرئيس النجيب، الذي تنازل عن الثلث المعطل، لأنّ رئيس الجمهورية ميشال عون عنده 11 وزيراً أي الثلث المعطل وبزيادة واحدة.. وهذا ما ظلّ الرئيس سعد الحريري يرفض إعطاءه لرئيس الجمهورية، ورفض الشروط غير الدستورية وغير الميثاقية أو حتى في الحد الأدنى كيفية تشكيل الحكومة، ولم يقبل الرئيس سعد الحريري التنازل عن صلاحياته وفضّل أن يتنازل عن التكليف لأنه أصرّ على عدم التنازل عن أية صلاحية من صلاحيات رئيس الحكومة.

 

وبالعودة الى نادي رؤساء الحكومات، لا بدّ من التذكير بالمواقف التي اتخذها الرئيس فؤاد السنيورة.. ونكتفي بالقول: إنّه صمد في القصر الحكومي رغم ان الضباط المسؤولين عن أمنه نصحوه بأن يترك السراي، فرفض رفضاً قاطعاً قائلاً: «إذا كان قدري أن أموت في السراي فأنا مستعد لذلك».

 

أما الرئيس تمام سلام فهو تصدّى للطفل المدلل جبران باسيل ونهره في مجلس الوزراء، قائلاً له أمام جميع الوزراء: اسكت واجلس على الكرسي ولا تقل أية كلمة.

 

يعني 3 رؤساء حكومات سابقين أعطوا الموقع حقه حتى جاء دولة الرئيس النّجيب، ليتنازل كما ذكرنا عن كل شيء، بدءاً -كما ذكرنا- بالثلث المعطل الذي جاء الطائف ليسحب من يد رئيس الجمهورية ورقة استقالة الحكومة في أي وقت يشاء.

 

الأنكى والأفظع ان تشكيل الحكومة بعد الطائف، يقوم على تكليف رئيس الحكومة بعد الاستشارات النيابية الملزمة التي لا يحق لرئيس الجمهورية أن يعطي رأيه فيها بل عليه أن يعرض على رئيس المجلس النيابي نتائج الاستشارات كتابة، ويلتزم بمضمونها وعلى هذا الاساس يُصْدِر التكليف.. أي ان رئيس الجمهورية صورة فقط لا صلاحيات لديه لاختيار رئيس للحكومة.

 

بعد التكليف على الرئيس المكلف أن يعرض على فخامة الرئيس التشكيلة المقترحة ويتشاور معه، وبعد الاتفاق الذي يجب أن يحصل تصدر مراسيم التشكيلة الحكومية… أما ما حصل فهو كما اعترف وزير الداخلية بنفسه اعترف البارحة على التلفزيون بأن فخامة الرئيس طلب منه ان يزور «الطفل المعجزة». وأضاف قائلاً ذهبت وقابلت الطفل المعجزة ولم يطلب مني شيئاً. هنا يبدو أن الوزير استدرك، محاولاً أن يغطّي فعلته الشنيعة بارتباك شديد وهنا نسأله: بأي صفة ذهب الى «الطفل المعجزة» وما هي الاسباب؟ وماذا دار من حديث؟ طبعاً لا يتجرّأ أن يجيب، المصيبة الأكبر انه سأل دولة الرئيس النجيب، وقال له مشجعاً: يجب أن «تشوف الوزير السابق الذي فشل في الانتخابات النيابية مرتين وعيّـن وزيراً مخالفاً لكل الأعراف والاصول والتقاليد.

 

من ناحية ثانية، لا بد من القول: إنّ الشاب المحترم ابن العائلة البيروتية الكريمة، ابن الوزير المرحوم جميل كبي طُلِبَ منه بعد مقابلة رئيس الجمهورية، لقاء «الطفل المعجزة» فرفض قائلاً: كرامتي وكرامة طائفتي لا تسمح لي أن أتنازل عن أي حق من حقوقي.. وهذه أغلى من كل المراكز والوزارات.