IMLebanon

التنكيل بالطائفة السنية من النظام الأسدي إلى نظام الملالي

 

ضرورات النظام الأسدي أباحت محظورات وحشية فظيعة لا تخطر في البال، أو هي كانت خاطرة، لذا أنتج هولها حالة نكران مَرَضِية انخرطت فيها غالبية الشعبين السوري واللبناني.

 

 

وفي حين شملت المحظورات جميع من طاولتهم أيدي النظام، لا يمكن تجاهل أن قمع الطائفة السنية التي تضم أغلبية الشعب السوري، شكل أولوية الضرورات الأسدية، ليس من باب التطرف العلوي، ولكن من باب “تنظيف الساحة” استباقياً للقضاء على كل ما يمكن أن يهدد الحكم الديكتاتوري الذي كان يفترض أن يستمر عبر السلالة الأسدية إلى الأبد.

 

 

 

فجريمة السنة أنهم أعداءٌ محتملون، ولا بد من ترويضهم بالعنف الأقصى والأقسى، لذا شهد المجتمع الدولي، صامتاً ومتواطئاً، مجزرة حماه في شباط 1982 وفظائعها التي خلَّفت نحو 40 ألف قتيل وآلاف الجرحى والمعتقلين، لتصبح المجزرة درساً يصعب نسيانه في الذاكرة السورية المعاصرة.

 

 

 

ومع الدخول السوري إلى لبنان، امتدت مفاعيل الدرس إلى مدينة طرابلس فنالت نصيباً لا يستهان به من فظاعة القمع والقتل والإخفاء القسري. وجاء تحريك الجماعات المتطرفة منذ العام 2000 مفتعَلاً لشيطنتها، ومع خروج قوات النظام من لبنان، بقيت المدينة هدفاً، خصوصاً مع زرع جماعة “فتح الإسلام” في مخيم نهر البارد، وفي ما بعد مع حادثة تفجير مسجدَي التقوى والسلام، التي كان منفّذها ميشال سماحة بصفته المستشار السياسي لبشار الأسد.

 

 

ولذا دفع سنّة سوريا أكثر من غيرهم ضريبة الثورة قتلاً واعتقالاً وتهجيراً، سعياً إلى تغيير ديموغرافي يناسب النظام، والأهم أنه يناسب ثورة الخميني، التي ومنذ تسلمها الحكم، حملت هذه الأولوية موسعة باتجاه العالم العربي بأكمله، ووضعت لهذه الغاية خططاً لغسل الأدمغة وتوجيه العداء الشيعي نحو العالم العربي السني، وتحديداً دول الخليج. فشكَّل “حزب الله” رأس الحربة في هذا المشروع، ودرَّب الأذرع الإيرانية وسلّحها وفق هذه الضرورة، في لبنان أولاً، ومن ثم حيث امتد هلال إيران.

 

 

والمؤسف أن هذه الضرورة تقاطعت مع ضرورات كلّ من إسرائيل والمجتمع الغربي، وتحديداً بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، لتتقاطع المصالح بتنسيق أو من دونه نحو هدف إضعاف الدول الخليجية، للتحكم بها والحؤول دون دعمها الفلسطينيين، لا سيما التغاضي الدولي عن التوسع الإيراني وتلاعبه مع النظام الأسدي بالقضية الفلسطينية وشرذمتها.

 

 

والمخيف في تداعيات ما ارتكبه النظام الأسدي والمحور الإيراني ومعهما الصمت المتواطئ الدولي، هو سؤال عمن سيملأ فراغ ما بعد هذه الحقبة المقيتة؟ وماذا ستحمل المرحلة المقبلة؟ وهل ستعمد الطائفة السنية في سوريا إلى التطرف والانتقام بعد التنكيل بها بقرار من النظام الأسدي ونظام الملالي؟؟ أم ستفتح الباب واسعاً لدولة ديموقراطية قادرة على الحياة إذا ما تركها المجتمع الدولي وإسرائيل تتوجه نحو السلام؟؟ وهل يمكن تصور حصول ما هو أفظع مما كان؟؟