Site icon IMLebanon

إلى مسلمي «بيروت الأولى»: قاطعوا المهزلة النيابية التي أقصتكُم

 

 

 

سَلَخت الانتخابات النيابية الأخيرة دائرة بيروت الأولى عن نسيج العاصمة المختلط، بحيث باتت «دائرة مسيحية» بامتياز، يقتصر تمثيلها على النوّاب المسيحيين حصراً، بالرغم من كونها دائرة مختلطة ومسجلّ فيها ما يُقارب الـ ١٧ ألف ناخباً مسلماً، منهم ١٤ ألف مسلماً سنّياًفي محلّتي الأشرفية والمدوّر.

 

أهلي في «بيروت الأولى»، لقد وقع علينا الظُّلم وحُرمنا من التمثيل النيابي بفعل القانون الانتخابي الهجين الذي قسّم مدينتنا بيروت «شرقيّة» و «غربيّة»، ولم تُسمع مطالبُنا الرافضة لإقصائنا ترشّحاً، مع انّنا نشكّل بيضة القبان في هذه الدائرة خاصةً في زمن الصوت التفضيلي وأهميّته في تحديد من يكون نائباً ومن يخرج من سباق البرلمان.

دائرتُنا تضمّ حوالي ١٣٧ ألف ناخب ونُشكّل نحن منهم ١١ في المئة، لكن ارتضت القوى السياسيّة تهميشنا في الحياة السياسية والوظائف العامة والتعامل معنا بأسلوب زبائنيّ بخس. وعودٌ كثيرةٌ قُطعت علينا ولكنّها اتضّحت فارغةً كأصحابها. أولادنا لا يجدون عملاً ويواجهون أحوالاً معيشيةً قاسيةً في ظل غياب اهتمام الجميع من حولنا.

السّواد الأكبر من مرشّحي الدائرة الأولى ينظرون إلينا كخزانٍ بشريٍّ يستخدمونه موسمياً، فيتذكرون وجوب لقائنا عند الاستحقاقات ويغيبون عنّا بعدها لأنّهم يعتقدون بأنّ الحصول على أصواتنا أمرٌ محسوم في كلّ مرّة وإلّا توقّفوا عن تقديم الخدمات التي يقدمونها للبعض، وهذا دليل على انّهم يعتبروننا كتلة للبيع والشراء بثمن بخس، ومغلوبٌ على امرنا.

أمّا النوّاب المسلمين في دائرة بيروت الثانية فهم غير معنيين بشأننا وكأنّنا خارج الحسابات البيروتية، وإلا لما استثنونا من الزيارات واللقاءات والمناسبات والمساعدات.

وقد سمعنا في الانتخابات السابقة اصواتاً نشازاً طالبت باستحداث مجلس بلدي لبيروت الأولى، وقد تم التصدّي لهؤلاء، واليوم تعود هذه النغمة التقسيميّة المُطالبة بـ «بيروتيْن» احداهما مسيحيّة بحتة والثانية مسلمة بمعظمها، في حين ينبغي العمل على تعديل القانون الانتخابي لضمان وحدة بيروت فتكون دائرة واحدة موحّدة ينتخب أهلها جميع ممثليهم في البرلمان، وبذلك لا يُظلم او يُهمّش أيّ بيروتي. وكنّا ارسلنا كُتباً الى الرؤساء الثلاثة بهذا الخصوص وتواصلنا مع بعض النّواب،لكنّ بهم صممٌ أو اعمتهم مصالحهم السياسيّة أو الشخصيّة.

أمّا وقد اقترب موعد الانتخابات في ظلّ قانونٍ يُقصينا، وفي غياب الاهتمام بأمورنا المعيشية ومطالبنا واحتياجاتنا اليومية، واستمرار الاستخفاف في التعامل معنا، ومحاولة فصلنا عن نسيج بيروت المختلط وتغيير هويّتها، لا بدّ لنا من انتهاز الفرصة المتاحة لرفض تهميش اصواتنا المسلمة في الدائرة.

أهلي في دائرة بيروت الأولى، حتّى يحسب لنا حساب ونستعيد دورنا وحقّنا في تقرير مصيرنا، إنّي أدعوكم الى مقاطعة الانتخابات برمتها، فليس لنا مرشّحون فيها، ولسنا مطيّة لوصول سوانا الى مجلس النّواب. فليتنافس المرشحون المسيحيّون في ما بينهم من دون استخدام اصواتنا كرافعاتٍ لمصلحة هذا المرشّح او ذاك.

كما ادعو شخصيات وفعاليات السنّة في الدائرة، ألّا تخجلوا من ردّ المرشّحين الطامعين بشراء أصوات اهالينا خائبين على ادبارهم،فنحن أصحاب حقّ ولسنا في ضعفٍ ولسنا كتلةً للبيع أو التجيير.

واعلموا أن الاقتراع بورقة بيضاء،التي يحاول البعض الترويج له بذريعة أنّه يخلخل النتائج لأنّه يرفع الحاصل الانتخابي، لا يُجدي في دائرة بيروت الأولى لأنه يقدّم خدمة مجانيّة لأحزاب السلطة حيث ستتمكّن لوائحها من تأمين الحاصل بالرغم من عدد الأوراق البيضاء، لكنّ اللوائح «المُعارضة» قد لا تتمكّن من ذلك.ناهيكم أن هدفنا هو إيصال صرخة احتجاج مدويّة على تهميشنا، وليس هناك صرخة أبلغ من مقاطعة الانتخابات.

وإلى أن تُعتمد بيروت دائرة واحدة موحّدة أو نتمكّن من ترشيح ذوينا الى الندوة البرلمانية، وهذا ما سنعمل جاهدين لإنجازه بشتّى الطرق المتاحة،فإنّي أدعوكم الى مقاطعة هذه المهزلة النيابيّة التي أقصتنا، ولا يزايدنّ احدٌ علينا بخطابات الوحدة والواجبات الوطنيّة والتهويل بقطع فُتات الخدمات.