IMLebanon

الحوار السني ـ الشيعي صمام امان

يترقّب الوسط السياسي جديد الحوار المستمر بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، في لحظة احتقان داخلية شديدة بسبب الخلافات بين القوى السياسية داخل الحكومة. فالحوار الذي خفّض منسوب التوتّر المذهبي نجح في الإستمرار وأسقط كل الرهانات على تعطّله منذ انطلاقته على مدى الأشهر الماضية، وبرأي مصدر نيابي متابع لمجريات هذا الحوار، فإن الإرادة لدى المرجعيات بالحفاظ على هذا الحوار الضامن للشارع اللبناني بشكل أساسي، قد كرّست معادلة داخلية تجعل من أي من الطرفين غير قادر على الخروج منه رغم كل الحملات المتبادلة بين الحزب و«المستقبل»، والتي لامست أحياناً الخطوط الحمراء لدى القيادات. وأكد أن هذه الإرادة قد وفّرتها تقاطعات المصالح الخارجية الإقليمية مع عواصم القرار الغربية، وذلك للحؤول دون انزلاق الساحة إلى المجهول.

وعلى الرغم من أن السؤال المتداول في الأوساط السياسية والإعلامية، كما في صفوف الرأي العام، هو عن النتائج التي قد حقّقها هذا الحوار، فإن المصدر النيابي جزم بأن الإجابة هي شبه مستحيلة اليوم ولكنها تُترجم بشكل دوري من خلال عمليات استيعاب وامتصاص كل تردّدات الصراع السنّي ـ الشيعي الدائر في المنطقة، سواء في سوريا أو في اليمن. وأضاف أن كلاً من قيادتي «المستقبل» و«حزب الله» يعتمدان أسلوب عدم الدخول في أي سجال مذهبي مباشر، كونهم لا يريدون تحويل أي مشكلة مهما كان نوعها، إلى خلاف سنّي ـ شيعي قد يساهم في تعزيز الفتنة في الشارع ويرفع منسوب القلق من سقوط المؤسّسات بعد تكريس معادلة الشغور الرئاسي، الأمر الذي قد يتسبّب باضطرابات أمنية حكماً في ظل هذه الظروف الحرجة.

وفي هذا الإطار، فإن الإنجاز الذي يتحقّق دورياً يكمن بعدم تأجيل أو انقطاع المتحاورين، وعزل حوارهم عن كل الأزمات التي تعصف في البلاد، كما أضاف المصدر النيابي، الذي كشف أن المتحاورين قد رسموا حدّاً فاصلاً ما بين الإحتقان المذهبي الإقليمي، واستقرار الساحة الداخلية اللبنانية، خاصة وأن معلومات قد جرى التداول بها في الأسابيع الأخيرة، تفيد عن إمكان أن يكون لبنان ملحقاً بالساحات العربية المشتعلة. فالإجماع اللبناني على مواجهة الإرهاب والحؤول دون تمدّده إلى الساحة اللبنانية، يستوجب تضافر كل الجهود الداخلية، وليس فقط الحوار السنّي ـ الشيعي لمنع تمدّد أي خطط إرهابية إلى الساحة الداخلية، وذلك بعدما سُجّلت أكثر من عملية أمنية تمّ بنتيجتها الكشف عن إرهابيين كانوا في طور التحضير لتنفيذ حوادث إرهابية في مناطق محدّدة.

من هنا، فإن الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله»، وبصرف النظر عن المداولات المسجّلة في جلسته بالأمس، تابع المصدر، هو من أبرز المعطيات التي تشكّل الحصانة للإستقرار الداخلي، يضاف إليه التنسيق الوثيق بين كافة الأجهزة الأمنية العاملة على كل الأراضي اللبنانية، والذي سمح بإحباط كل العمليات الإرهابية التي كان يعدّها تكفيريون لضرب المعادلة اللبنانية المستقرّة، على الرغم من الأزمات السياسية المستفحلة. وأضاف أن تعزيز التضامن الحكومي وتسهيل الحوار بين كل القوى السياسية، هو النتيجة الضرورية للحوار القائم، كون الطرفين يملكان القدرة على ضبط مسار الإشتباك الحكومي، وتحويله باتجاه تحقيق المصلحة العامة ومنعه من أن يتحوّل إلى تهديد للواقع العام، كما كاد يحصل خلال الأسبوع الماضي.