IMLebanon

من يتلقّف الضياع في الساحة السنيّة؟ حزب الله لن يستفزّ السنّة بمُرشّحين عن مقاعدهم

 

 

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة الانتخابية، بعدما انبرت القيادات والاحزاب الى حسم مواقفها ترشيحا او عزوفا واطلاق حملاتها الانتخابية، لتكر سبحة الترشيحات و»يبلش الجد» برفع منسوب الحماوة الانتخابية، مع اكتمال المشهد مبدئيا بمسودته الاولى، رغم ان ثمة من يعتقد ان ذلك لن يعني باي شكل من الاشكال ان الانتخابات جارية في موعدها، طالما ان الحجج المالية والادارية جاهزة «غب الطلب» للاطاحة بالمسرحية التي يشاهدها اللبنانيون منذ ايام.

 

ففي قراءة للترشيحات واعلان البرامج، يتبين بشكل لافت ان الضجيج الذي رافق الفترة الماضية ،حول الاسماء والمرشحين، وعمليات التبديل والاستبعاد سقطت كلها عندما حان وقت الجد،اذ تقدمت مصالح الاحزاب الداخلية وتوازناتها على ما عداها، محافظة بغالبيتها على الوجوه التقليدية، خوفا من انشقاقات «شارين المشكل».

 

فعلى سبيل المثال لا الحصر فقد راعى مثلا رئيس التيار الوطني الحر توازنات البرتقالي الداخلية التي فرضت نفسها في اكثر من دائرة، حيث جمعت اللوائح الاضداد والخصوم معا، كما حصل في جزين، بضم امل ابو زيد وزياد اسود، الذي هدد بالنزول سواء مع التيار او بدونه، إلى لائحة واحدة تاركا كل منهم وشطارته وبطيخ يكسر بعضه. فيما قرر «ابو مصطفى» الحفاظ على الغالبية العظمى من «التنمية والتحرير»، رغم ما سرب سابقا عن مراعاة للمزاج الشعبي قد تطيح بكثيرين.

 

اما في التحالفات «فخبصة ما بعدها خبصة»، مع نجاح حزب الله في جمع ميرنا الشالوحي وبربور في لائحة واحدة على ان يعود كل من الطرفين الى قواعده سالما مع انتهاء الانتخابات، توازيا مع «داحس والغبراء» بين «حكيم بدو وفيه» في «صهر عهد» «لح يبقى هون»، لتقاسما بعضا من قالب الجبنة المسيحي، وسط خلط الاوراق سواء مع حلفائهما السابقين او»حربايات 17 تشرين» لا فرق .

 

هذه «البانوراما الموزاييكية»، لم يكن ينقصها، سوى الوضع «المش ماشي» في الشارع السني انتخابيا خصوصا عند «التيار الأزرق» الذي أصابه قرار «الشيخ سعد» بعدوى التململ والإستقالات والتصاريح التخوينية، التي قد تكون طوت بشكل رسمي «الحريرية السياسية»، وبالتالي من المفترض أن يبدأ البحث في كيفية التعامل مع هذا الإستحقاق بشكل آخر، مع امتناع رؤوساء الحكومات السابقين.

 

فعزوف «نادي الاربعة» عن الترشح لن يلغي الصوت السني ولن يخفف من وهجه ،حيث ثمة من يتخوف من الجهات التي ستتلقف هذا التململ محاولة اقتناص الفرص، مع تاكيد مصادر متابعة انه «لن يكون حزب الله وحده المستفيد من انسحاب الحريري، إنما كل خصومه سيستفيدون ومنهم الحارة، على رغم تمسكها سابقا بترشح الحريري لرئاسة الحكومة وهو ما كان من أسباب تفاقم أزمة الأخير مع حلفائه العرب»، كاشفة أن»هناك توجها لدى حزب الله بعدم ترشيح شخصيات سنية على لوائحه من باب رفع العتب وعدم استفزاز الجمهور البيروتي»، اما بالنسبة لباقي الدوائر فان الصورة لا تزال غير واضحة ،حيث تلعب الخصوصيات دورا كبيرا، ففي طرابلس مثلا يعتبر»أن عزوف ميقاتي لا يعني غيابه عن الساحة وهو سيدعم لائحة تمثله وتتماشى مع سياسته»، كذلك دخول العشائر كناخب اساسي في عكار والبقاع الغربي.

 

هذه الاستعدادات الانتخابية على اشدها ترافقت مع معاينة خارجية من قبل السفارات في بيروت، حيث تؤكد مصادر ديبلوماسية الى ان المستجدات الاوكرانية لم تسقط الاهتمام الدولي بلبنان، بل على العكس ستظهر الاسابيع القادمة مزيدا من الانغماس الغربي في الاستحقاقات اللبنانية، متوقعة سلسلة من الاحداث الدراماتيكية.

 

لا شيء «آمن وسالك» حتى اللحظة، ذلك ان الخشية كبيرة من حدث ما او من «حجّة» جديدة قد «تفرخ» في اي لحظة، للاطاحة بالاستحقاق، الذي يبقى اهم من حصوله الشكلي، تحقيقه لاهدافه بتحقيق التغيير، حيث المشاركة الشعبية الكثيفة فيها رغم الوضع المعيشي الصعب، من جهة، والخيار الصحيح الذي يُحاسب ولا يكافئ، من جهة ثانية، هما الاساس، والا فان الندم لن ينفع.