Site icon IMLebanon

المنافقون!

 

 

استيقظ وزير سني سابق على خبر ترشيحه لرئاسة مجلس الوزراء، ومن دون أي تمثيل شعبي أو دعم سني بل بأصوات كامل نواب “الثنائي الشيعي”، بات حسان دياب رئيساً للحكومة. ومع دياب أدخل “حزب الله” إلى مشروع “السنة البدلاء” رئيساً للحكومة، بعدما نجح في صناعة ما يسمى “اللقاء التشاوري”.

 

متى أستيقظ وأكون رئيساً للحكومة أو نائباً عن المقعد السني؟

 

سؤال بات يتوارد لدى أذهان بعض السنّة الذين يعلنون صراحة معارضتهم لـ”حزب الله” ومن حيث لا يدرون يحاولون استمالته باقتناص الفرص لاستهداف الرئيس سعد الحريري والحريرية السياسية التي أوجدت تياراً لا يعلّق المشانق للخارجين عن مبادئه. فالحلم لم يعد مستحيلاً بالنسبة إلى الطامحين للمناصب، خصوصاً أن الحريري حسم أمره بعدم العمل مع الرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل، أي لا رئاسة حكومة قبل العام 2022، إلا إذا الثورة صدقت بنواياها باسقاط المنظومة السياسية ومنها رئيس الجمهورية، حينها “لكل حادث حديث”.

 

بالنسبة إلى محبي المناصب (نيابة، وزارة، رئاسة حكومة) لاحظوا أن المرحلة تحتاج إلى ضرب الحريرية السياسية، وهي أشبه بخدمة “حزب الله” بطريقة غير مباشرة، في وقت يحتاج فيه السنّة إلى وحدة الصف. والاحباط الذي عاشوه طوال السنوات الماضية لم يكن جراء أسباب محلية فحسب بل اقليمية وترتبط بسياسة دول كبيرة على رأسها أميركا، وإعدام صدام حسين والابقاء على نظام الأسد أكبر دليل على ذلك.

 

لا سلاح بيد هؤلاء السنة إلا لوم الحريري على التسوية أو سياسته طوال السنوات الماضية، ولا يختلف اثنان على أن طعم التسوية كان مراً وتذوقه كل اللبنانيين. وكل سياسي محنك يعلم تماماً أن “حزب الله” أول من يتحمل مسؤولية إيصال عون إلى الرئاسة وبعدها تأتي الشرعية المسيحية وصولاً إلى مسؤولية الحريري الذي بات أكيداً اليوم أن “التجربة أكبر برهان”. كل فريق “14 آذار” تعرّض للغدر في هذه التسوية، وكان الحريري أكثر صموداً من “القوات” و”التقدمي” و12 يوماً من الثورة كانت كافية ليأخذ قرار الاستقالة… استقال ولم تخلُ الساحة من المنتقمين.

 

مهمة الحريري بارضاء كامل جمهوره مستحيلة، وتشبه قصة جحا وابنه اللذين حاولا ارضاء أهالي المدن التي عبراها، وإذ بهما في النهاية يحملان الحمار ويسيران به إرضاء لفئة من الناس. وطالما أن خصوم الحريري الطبيعيين من داخل البيئة السنية هم أنصار “حزب الله” ونوابه، فما نفع اطلاق “فقاعات الهواء” من سنة محور الاعتدال الآخرين؟ خصوصاً أن هكذا استهدافاً لم يعد يجدي مع الحريريين، فلم يستطع أحد في المرحلة السابقة أو الحالية أن يخلق حالة سنية تشبه الحريرية السياسية، ولا صحة لكل ما يروج عن مقاطعة مع السعودية بل إن المملكة وفق معلومات أكيدة لا ترى بديلاً عن الحريري كحليف استراتيجي لها، لا بل يُسمع العتب على من يضرّ بالحريري، وبالتالي يكون الجواب: استهدافهم للحريري هو لمجرد الاستهداف او الأخذ بالثأر ولا نتيجة له سوى خلخلة قواعد البيت السني.

 

الحقيقة أنه بات لدى “الوطني الحر” و”حزب الله” حلفاء من سنة الاعتدال غير مباشرين يريدون ضرب الحريرية السياسية لمصالح خاصة، أقله الحفاظ على مواقعهم (مناصب وشعبية)، مناصب لخوض معركة بالوكالة عن “حزب الله” وباسيل بوجه الحريرية، وشعبية مقتصرة على بضعة “لايكات” على السوشيل ميديا.

 

خرج الحريري من التسوية، لا بل سيعلن في خطاب الغد إعدامها، تحرر الحريري منها وأعلن أن “ابواب بيت الوسط مفتوحة للجميع”، فضلاً عن عملية تقييم شفافة للمرحلة، إنها دعوة العودة لكن “المعارضين بالفطرة” تشبه حالتهم ما ذُكر عن “المنافقين” في الآية 13 من سورة “الأحزاب”: “ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة، إن يؤيدون إلا فرارا”.

 

… “بيت الوسط” ليس عورة فعودوا إليه.