لأنّ دستورنا طائفي، وقوانينا وأعرافنا طائفيّة، والبلد «مُركّب» على هذا الأساس حتى إشعار لاحق، لديَّ سؤال أطرحه بعقل بارد، وبكل صدق: لماذا يجوز أن تكون الطائفة الشيعية ثنائية القيادة والزعامة (نصر الله وبرّي)، ومثلها الطائفة الدرزية (جنبلاط وأرسلان)، وأيضاً المسيحيّة (عون وجعجع)، ويُحرّم ذلك على الطائفة السُنّية؟
هل أحادية الزعامة تُتيح المنعة والقوّة للطائفة السُنّية، أم هو إجماع السُنّة بتلاوينهم على وحدة الموقف في ما يختصّ بتطلّعاتهم وشؤونهم وأمورهم ومصالحهم وحقوقهم؟
هل عرف السُنّة يوماً أحادية الزعامة منذ العام 1938 وحتى 1992 أيام خالد شهاب، وعبدالله اليافي، وأحمد الداعوق، وسامي الصلح، ورياض الصلح، وعبد الحميد كرامي، وسعدي المنلا، وحسين العويني، وناظم عكاري، وصائب سلام، ورشيد كرامي، وأمين الحافظ، وتقي الدين الصلح، ورشيد الصلح، وسليم الحص، وشفيق الوزان، وعمر كرامي؟
أما الرئيس رفيق الحريري فقد كان استثناءً لن يتكرّر، سواء في شخصه أو في الظروف التي جاءت به.
السؤال هو: هل التعدّدية دليل انقسام وضعف؟ وهل يسري هذا القول مثلاً على الثنائية الشيعية، أو الثنائيّة المسيحيّة (مع وجود تعدّدية ممثّلة على سبيل المثال بحزب الكتائب وتيار المردة)، أو الثنائيّة الدرزية (رغم محاولات تحويلها إلى تعدّدية ثلاثيّة).
الثنائيّات لا تدلّ حكماً على تساوي أقطابها وهذا واضح للعيان في الثنائيات السياسيّة الحاليّة، والتعدّدية السُنّية لن تعني قطعاً نفي صفة تقدّم أحد أقطابها على أقرانه من حيث حجم التمثيل والانتشار.
ثمّ ألا يلعب اختلاف الرأي ضمن الطائفة الواحدة دور الوسيط بين مُختلف الأفرقاء، والعازل الذي يمنع الإنقسام الحاد والتفجير في لبنان؟
ألا يدعو المثل الشعبي القديم إلى الحذر والحيطة بحيث «لا نضع البيض في سلة واحدة؟»
أليس في تنوّع الرأي غنى لأنّ رأيين (أو أكثر) أفضل من رأي واحد؟
في الختام: المطلوب للضرورة الماسّة (وبشدّة وإلحاح) وحدة الموقف والتعاضد والتآزر والتعاون السُنّي.. ولو في إطار التعدّدية!.