Site icon IMLebanon

الـ«سوبر توكانو» هذا الشهر.. والتسليح الأميركي «إستراتيجي»

 

ما يزال الوضعُ الأمني ممسوكاً الى حدٍّ كبير، حيث أدّت معركةُ «فجر الجرود» عملياً إلى إزالة آخر بقعة للإرهاب على الحدود اللبنانية – السورية، وشرّعت الأبوابَ للتركيزِ على الأمن الداخلي.

لم يعد ممكناً إثارة المخاوف من عملياتِ احتلالٍ كبيرة تقوم بها «داعش» وأخواتها في لبنان، خصوصاً أنّ كل التقارير الإستخبارية العالمية تؤكّد تراجعَ سيطرة هذا التنظيم العسكرية على مناطق معيّنة، فيما ما زال فاعلاً في تنفيذ أعمال إرهابية متنقّلة بين الشرق والغرب.

وفي السياق، فإنّ لبنان الذي يُعتبر عضواً في التحالف الدولي ضدّ «داعش» يرفع مستوى تنسيقه الأمني والإستخباري مع كل الأجهزة، بحيث إنّ تبادلَ المعلومات يؤدّي حكماً الى الكشف عن شبكات إرهابية تتحرّك على الأرض اللبنانية وتتلقّى الأوامرَ من القيادة «الداعشية» الموجودة في سوريا والعراق.

وليس بعيداً من الواقع الأمني، فإنّ هناك قراراً سياسياً غربياً واضحاً بالقضاء على هذا الإرهاب الذي يغزو العالم، ففي الظاهر هناك قيادةٌ مركزية لعمليات «داعش»، لكن عملياً لا يوجد ترابط بين الإرهابي الموجود في العراق وسوريا وبين الذي ينفّذ تفجيراتٍ في فرنسا وبريطانيا وبقية الدول، لكن ما يؤثّر في الأمن العالمي هو أنّ الإرهابي الموجود في أوروبا يتشجّع على تنفيذِ إرهابه نتيجة الترويج الذي يحصل ويَدخل موجة تنفيذ التفجيرات.

وتعتبر الدول الأوروبية أنّ أمنها من أمن لبنان، فهذا البلد لم يلجأ ولن يلجأ الى السياسة التي إتّبعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقضت بفتح «جهنّم» النازحين ليتدفّقوا الى أوروبا مقابل تحقيق أهداف سياسية وحتى إقتصادية، مع ما يحمله هذا العدد الكبير من النازحين من مشاريع إرهابية، أو إستغلال الإرهابين بؤر تجمّعهم لتشكّل بيئةً حاضنة لهم.

بدورها، باتت الولايات المتحدة الأميركية تعتبر الجيش اللبناني «جيشاً حليفاً لها، ويحظى بدورٍ أساسي في مكافحة الإرهاب وهزيمته، وفي هذا الإطار، علمت «الجمهورية» من مصادر عسكرية أنّ طائرتين من نوع «سوبر توكانو» ستصلان قريباً الى لبنان وعلى الأرجح خلال الشهر الجاري، وهما هبة أميركية ليتدرّب سلاحُ الجوِّ اللبناني عليهما جيداً وسيُدخلهما في الخدمة مباشرة.

وعلى رغم إنهاء بقعة الإرهاب في جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع إلّا أنّ الإدارة الأميركية أكّدت لقيادة الجيش أخيراً أنّ برنامجَ دعم المؤسسة العسكرية اللبنانية هو إستراتيجي بالنسبة الى الولايات المتحدة الأميركية، وأنّ الأسلحة ستستمرّ في التدفّق اليها، وكذلك سيتواصل توافدُ البعثات العسكرية الأميركية الى لبنان، كما أنّ برنامجَ تدريب ضباط الجيش وعناصره على الأراضي الأميركية لن يتوقّف أبداً، مع ما يحمل هذا الأمر من تأكيدٍ على أمن لبنان وإستقراره.

الى ذلك، فإنّ لا شيء جديداً في مسألة شراء لبنان الأسلحة الروسية، إذ إنّ قيادة الجيش تؤكّد أنّ هذه المسألة في يدّ الحكومة، بينما يتّكل الجيش بنحوٍ أساسي على المساعدات الأميركية والبريطانية ودول أخرى، وهذا الدعم هو بمثابة هبات، فيما الروس يريدون بيعَنا الأسلحة، ومن جهة ثانية، فإنّ معظم أسلحة الجيش باتت أميركية وليست روسية.

والى ذلك، يستمرّ الإهتمامُ الدولي بلبنان، وبدا ذلك أخيراً من خلال الهبة التي قدّمها الأردن للجيش، والإهتمام الذي أولاه الملك عبدالله الثاني والقيادة العسكرية الأردنية لزيارة قائد الجيش العماد جوزف عون والوفد المرافق، ومن المقرَّر أن تصلَ الهبة الأردنية قريباً جداً وهي تعبّر عن ثقة إضافية بالمؤسسة العسكرية اللبنانية.

ولا تخفي قيادةُ الجيش أنّ المخاوفَ الأمنية تبقى قائمة، لكنّ الأكيد أنّ الوضعَ تحسّن بنسبة كبيرة جداً، فيما أوضاعُ المخيمات الفلسطينية وعلى رأسها مخيم عين الحلوة هي تحت السيطرة، فالجيش أحكم الطوق عليه ولا إمكانية لتمدّد الإرهابيين أو خروجهم منه، في حين أنّ حلّ أزمة هذا المخيم الداخلية هو في يدّ فصائل منظمة التحرير الفلسطينية أولاً، لأنّ الجيش لن يسمح بتحويله بؤرة إرهاب تهدّد الجوار والأمن اللبنانيَّين، لذلك يبقى خيارُ الحسم العسكري قائماً في أيّ لحظة.