Site icon IMLebanon

“حزب الله” يخسر طريق إمداد عبر سوريا في ضربة له ولإيران

 

آلان يوهاس وديانا عيواظه- نيويورك تايمز

 

اعترف زعيم جماعة «حزب الله» اللبنانية المسلحة يوم السبت، بأنّ طريق إمدادها عبر سوريا قد انقطع بسبب المتمرّدين الذين أطاحوا الحكومة السورية في نهاية الأسبوع الماضي، ممّا وجّه ضربة أخرى لـ»حزب الله» وراعيه، إيران.

قبل انهيارها، وفّرت الحكومة السورية ممرّاً برياً لإيران لتزويد «حزب الله» في لبنان بالأسلحة والمواد، ممّا عزّز من قوة الجماعة المسلّحة ونفوذ إيران كأكبر داعم لها.

 

 

وأعلن زعيم «حزب الله»، نعيم قاسم، في خطاب متلفز يوم السبت: «فَقَد «حزب الله» طريق الإمداد الذي كان يمرّ عبر سوريا في المرحلة الحالية، لكن هذا تفصيل صغير وقد يتغيّر مع الوقت».

 

وأضاف أنّ «حزب الله» – الذي وافق أخيراً على وقف إطلاق النار مع إسرائيل بعد أشهر من الحرب – سيبحث عن وسائل بديلة للحصول على الإمدادات، أو يرى ما إذا كان بالإمكان إعادة فتح طريقه عبر سوريا في ظل «نظام جديد».

 

ولم يذكر بشكل محدّد التحالف المتمرّد الذي اجتاح دمشق، عاصمة سوريا، في نهاية الأسبوع الماضي، أو الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، الذي اعتمد لسنوات على مساعدة «حزب الله» وإيران خلال الحرب الأهلية في بلاده.

 

فقدان «حزب الله» لطريق الإمداد الخاص به عبر سوريا، التي لا تزال مجزأة، يُعدّ انتكاسة أخرى للجماعة المسلحة، بعد عام من الصراع مع إسرائيل وأشهر من الحرب الشاملة. فمنذ أيلول وحتى أواخر الشهر الماضي عندما بدأ وقف إطلاق النار في لبنان، تلقّى «حزب الله» سلسلة من الضربات. إذ فجّرت إسرائيل أجهزته اللاسلكية، وقصفت مواقعه بغارات جوية مكثفة، وهاجمت مواقعه بغزو برّي، وقتلت العديد من قادته.

 

تولّى قاسم منصب الأمين العام للجماعة في تشرين الأول، بعد شهر من اغتيال زعيمها الذي قادها لثلاثة عقود، حسن نصر الله، في غارات جوية إسرائيلية جنوب بيروت.

 

حتى الآن، يبدو أنّ وقف إطلاق النار صامد على رغم من تبادل إطلاق النار بشكل متقطع. دخل «حزب الله» في شروطه وهو في حالة سيئة نتيجة الحرب: فقد دُمِّرت ترسانة «حزب الله»، التي كان يُعتقد أنّها واحدة من أكبر الترسانات في العالم في أيدي جماعة مسلّحة غير حكومية، إلى حَدٍّ كبير، وفقاً للمسؤولين الإسرائيليّين.

 

كما أنّ فقدان الوصول إلى الأراضي السورية يُشكّل ضربة أخرى لإيران، التي دعمت الأسد لفترة طويلة، واستخدمت سوريا كمركز لشبكة ودعم وكلائها في المنطقة، بما في ذلك «حزب الله» في لبنان، والحوثيّين في اليمن، والميليشيات في العراق.

 

 

تدخّل «حزب الله» وإيران في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ 13 عاماً لدعم قوات الأسد، لكنّهما كانا غير قادرَين أو غير مستعدَّين للدفاع عنه مع اندفاع المتمرّدين إلى دمشق في هجوم مفاجئ هذا الشهر. كانت روسيا، وهي داعم آخر للنظام لكنّها ركّزت على معارك أخرى، أيضاً غير راغبة في التدخّل هذه المرّة.

 

وأمَلَ قاسم يوم السبت في تحقيق تعاون بين شعبي وحكومتَي لبنان وسوريا – ممّا يضع «حزب الله» في موقف منفتح للعمل مع مَن سيتولّى الحكم، كما فعلت القوى الإقليمية والعالمية في الأسبوع الماضي. (صرّح وزير الخارجية الأميركي يوم السبت بأنّ الولايات المتحدة كانت على اتصال مباشر مع المجموعة المتمردة الرئيسية، على رغم من تصنيفها كمنظمة إرهابية).

 

كما أعرب زعيم «حزب الله» عن قلقه من أنّ الحكومة الجديدة في دمشق قد تُطبّع علاقاتها مع إسرائيل بعد عقود من العداء في ظل حكم الأسد.

 

ودافع قاسم عن قرار الالتزام بوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنّه لا يعني نهاية «المقاومة» للجماعة، لكنّه كان ضرورياً «لوقف العدوان» الإسرائيلي في جنوب لبنان. وأضاف أنّ بقاء «حزب الله» في الحرب بحَدّ ذاته يُعتبر انتصاراً.