IMLebanon

لماذا تستعجل قوى سياسيّة وحزبيّة بطلب استسلام حزب الله؟ المقاومة فتحت معركة الإسناد لغزة ولن توقفها… ولا عودة للمستوطنين 

 

 

منذ نجاح العدو الاسرائيلي في تفجير اجهزة الاتصال التي يستخدمها حزب الله، ثم اغتيال قادة من قوات الرضوان، حتى ارتفعت اصوات معلومة من قوى سياسية وحزبية، هي في خط معاد لمحور المقاومة، تدعو حزب الله الى الاستسلام ورمي سلاحه، وترك القرار الى الدولة. وهي اللغة المستخدمة من هؤلاء منذ ما قبل تحرير الجنوب في العام 2000 ، وزادت بعد اندحار الاحتلال الاسرائيلي من الجنوب في 25 ايار من ذلك العام، فخرج من يطالب حزب الله بتسليم سلاحه الى الجيش اللبناني، وانهاء الصراع مع العدو الاسرائيلي الذي رفض الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي لمدينة الغجر، فربط حزب الله بقاء سلاحه بتحرير ما تبقى من ارض محتلة، التي طالب القرار 425 الصادر عن مجلس الامن الدولي في العام 1978 بالانسحاب منها كما من الاراضي اللبنانية المحتلة في “الشريط الحدودي”، لكنه لم ينفذه فاقام فيه ادارة عسكرية ومدنية متعاملة مع العدو الاسرائيلي بقيادة الرائد في الجيش اللبناني سعد حداد ثم العميد انطوان لحد.

 

فأصحاب الدعوة للمقاومة يطلبون من جديد ان تسلم سلاحها، وتتخلى عن عقيدتها بالسير نحو القدس وتحرير فلسطين، وليس حزب الله هو من يؤمن بذلك، فان احزابا وطنية وقومية و”جماعات اسلامية”، لديها هذا الاعتقاد بان فلسطين هي قضية مركزية، التي اغتصبها الكيان الصهيوني واقام دولته عليها، مستندا الى وعد استعماري بريطاني ودعم اميركي وغربي، وتواطؤ انظمة عربية ومزاعم توراتية – تلمودية بانه لا وجود لفلسطين، بل “ارض الميعاد” لشعب “اسرائيل” الذي طرد منها في مرحلتين تاريخيتين.

 

ومن يطالبون حزب الله بالاستسلام يخدمون العدو الاسرائيلي، الذي هذا هدفه بان لا تكون مقاومة بوجهه، وهو الذي اعتاد على “حروب الايام الستة”، كما على هزائم الجيوش العربية في حروبها، التي خاضتها منذ العام 1948 الى 1967 و1973 والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، الى ان ظهرت المقاومة في لبنان منذ اول غزو له في العام 1978 ثم 1982 ، فنجح العدو الاسرائيلي بان يوظف عملاء له من حكام وزعماء واحزاب، وبدأ بذلك منذ نشأة الحركة الصهيونية، لكن المقاومة ضد المشروع الصهيوني المستهدف احتلال فلسطين وطرد شعبها منها لم تتوقف منذ ثلاثينات القرن الماضي، وهي مستمرة في فلسطين ولبنان، وبات لها ساحات داعمة لها بما يسمى محور المقاومة، الذي غير من معادلات الصراع مع العدو الصهيوني وحوله الى وجودي، بعد تظهيره على انه صراع حدود، وهو ما يعترف به العدو الاسرائيلي، الذي اعلن حدود دولته من “الفرات الى النيل” المعروفة باسم “اسرائيل الكبرى”.

 

واستعجل سياسيون وقادة احزاب بمطالبة حزب الله ان ينسحب من مساندة غزة ،ويحل قوته العسكرية لا سيما الرضوان ويعود الى الدولة، وهذا السيناريو نفسه او المطالبة نفسها ظهرت في اثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان صيف 2006 ، فقام وزراء في حكومة فؤاد السنيورة يطالبون حزب الله بتسليم سلاحه وحل نفسه، وهو هدف الحرب “الاسرائيلية” على لبنان التي طالبت احزاب وقوى سياسية كانت تصطف في قوى 14 اذار، بانها الفرصة المناسبة ان ينتهي حزب الله، بعد ان حصل الانسحاب السوري من لبنان، وهو البند الثاني من القرار 1559 الصادر عن مجلس الامن الدولي في مطلع ايلول 2004 .

 

لكن حزب الله لم يوقف اطلاق الصواريخ على الكيان الصهيوني، الذي وعد رئيس حكومته ايهود اولمرت ورئيس اركان جيشه دان حالوتس ان يدمر هذه الصواريخ خلال 72 ساعة وتنتهي المقاومة، ويتم اعتقال قادتها وعلى رأسها السيد حسن نصرالله اذا لم يتم اغتياله، وهذا ما يحاول ان يقوم به نتانياهو الذي اعلن ان جيشه استطاع تدمير البنية العسكرية للمقاومة لا سيما صواريخها، بعد ان قضى على ابرز قادتها، وهو ما يعلنه دائما بانه انجزه في غزة، لكن الوقائع تسقط مزاعم العدو الاسرائيلي، اذ يكشف مصدر قيادي في حزب الله بأن المقاومة لم تستخدم كل امكاناتها العسكرية، والتي ستفاجىء العدو الذي توجعه ضربات المقاومة التي شلت كل شمال فلسطين المحتلة، بدءا من حيفا التي توقفت مصانعها، اضافة الى تدمير منشآت عسكرية.

 

فالعدو الاسرائيلي ينجح في قتل المدنيين واستهدافهم كما فعل في كل حروبه، وهو دمر منازل على ساكنيها وقضى على عائلات فيها في مدن وقرى الجنوب والبقاع، لكنه لم يتمكن من المقاومة التي تستهدف آلة الاجرام الصهيونية، والمعركة مفتوحة مع العدو الاسرائيلي، وهو الذي اراد توسيعها، فلجأت المقاومة الى التوسيع، ولن يحقق العدو هدفه في اعادة سكان شمال فلسطين المحتلة، لان سكانا آخرين نزحوا من مناطق بعيدة عن الحدود مع لبنان، وهو فعل ذلك في الجنوب الذي لقي اهله حاضنة شعبية وسياسية وحزبية لبنانية عادت واحتضنتهم كما في العام 2006.

 

فالمعركة المفتوحة مع العدو الاسرائيلي لن يحقق اهدافه فيها ولا زمن لتوقفها، وهي بدأت منذ عام مع طوفان الاقصى واسناد حزب الله لغزة، ولن يحقق نتانياهو ووزراؤه اهدافهم فيها، بفك ارتباط جنوب لبنان بغزة ليعود المستوطنون، لان حزب الله لن يخضع لشروط العدو الذي حاول تسويقها عبر الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، الذي حمل تهديدات من الكيان الصهيوني الى لبنان وغادره وبدأ تنفيذها.