IMLebanon

دعم لبنان… كلام يتعذّر صرفه !!

اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي عقد في نيويورك على هامش اجتماعات الامم المتحدة، خرج بنتيجة واضحة على قاعدة «تمخّض الجبل فولد فأراً» او على قاعدة «اسمع كلامك يعجبني اشوف فعايلك اتعجب» ورئيس حكومة لبنان تمام سلام خرج بنتيجة اوضح مفادها «ان وضع لبنان وازمة الشغور الرئاسي يأتيان في اخر اهتمامات المجتمع الدولي» بما يعني ان كلام السفير الاميركي توماس شانون الذي ألقى كلمة وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري في الاجتماع كان كلاما رائعا عن رغبة وشنطن في ان ترى لبنان «حرا وآمنا» ومستقرا وذات سيادة وانه يستطيع ان يعتمد على صداقة بلاده ودعمها، ولكنه يشبه الى حد بعيد كلام امين عام الامم المتحدة بان كي مون القلق دائما على الوضع في لبنان ويناشد الدول مساعدته على تخطّي مشكلاته المالية والسياسية الناتجة عن وجود النازحين السوريين على ارضه من جهة، والفراغ الذي يعطل مؤسساته من جهة ثانية بسبب خلوّ منصب الرئاسة الاولى منذ اكثر من 14 شهرا.

هذا الكلام يا رعاكم الله قياسا على تشاؤم الرئىس سلام، لا يصرف في اي بنك، ومفعوله ينتهي فور ارفضاض الاجتماع، وغرق الجميع في اهتمامات اخرى، لان الواقع يختلف تماما في لبنان فالجيش اللبناني بحاجة الى اكثر مما تقدمه الولايات المتحدة مشكورة، ليصبح قادرا على ردع التنظيمات الارهابية الرابضة على حدوده، والتي تخيف الولايات المتحدة واوروبا والعالم كله، والحكومة اللبنانية الغارقة في الديون انفقت مليارات الدولارات لمساعدة النازحين السوريين والعراقيين والفلسطينيين، والشعب اللبناني يجد نفسه وحيدا في وسط منطقة تغلي وتتفجّر، ومؤسساته تضعف وتتهالك، واقتصاده يعاني لأن قوى خارجية تضغط سياسيا وماديا وطائفيا لمنع اللبنانيين من تنفيذ ما اتفقوا عليه في طاولة الحوار اواخر عهد الرئيس ميشال سليمان، ما سمّي يومها باعلان بعبدا الذي يشكل خشبة خلاص لهم، في حال تم تنفيذه كاملا، وبتعطيل عملية انتخاب رئىس للجمهورية، يكون مقدمة لتشكيل حكومة جديدة قادرة وقوية، واجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون للانتخابات يتفق عليه.

ان الدخول العسكري الروسي الى سوريا ستكون له مضاعفات خطيرة على لبنان في حال وسّع الطيران الحربي الروسي طلعاته المدمّرة، وستكون اخطر اذا ألحقها بنشاط برّي، لأن النزوح السوري عندها سيغرق لبنان في وضع مخيف، لا تعرف حدوده ولا نتائجه الكارثية، ولن يفيدنا عندها قلق بان كي مون، ولا الكلام الاميركي، ولا «تساؤل» وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف امام الوفد اللبناني «ماذا نستطيع ان نفعل لكم؟!