كما على جبهات جرود القاع ورأس بعلبك كذلك على الجبهات الافتراضية، احتل الجيش المساحة والفضاء والاهتمام والتأييد، ناسفاً اي «جبهة مجازية» دخلت على خط الاجماع الوطني الذي ظهر بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي قاطعاً الطريق امام اي تضليل او تحريف لمعارك تحرير الاراضي اللبنانية من تنظيم «داعش» والتي مر على انطلاقتها اربعة ايام.
«جنود الكترونيون» افتتحوا «معركتهم» مؤازرة ومواكبة للجنود اللبنانيين الشرعيين، معركتهم افتراضية صحيح، الا انها لا تقل اهمية على المستوى السياسي والشعبي من اي معركة اخرى. هم من القيت على عاتقهم مهمة اثبات واظهار ثقة اللبنانيين الكاملة بالقوى الشرعية المسلحة، ثقة تخطت المتوقع وفرضت نفسها كدليل اساسي وقاطع على اي مشكك بقدرة الجيش العسكرية والشعبية.
اربعة ايام كانت كفيلة بارساء الحقيقة البديهية والطبيعية، لم يفوت خلالها الشعب اللبناني اي فرصة لاعلان تأييده للمعارك «الشرعية»، حيث رصدت حسابات قيادة الجيش الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي نشاطا استثنائيا طوق اي خرق ولو بسيط لباقي المواضيع والملفات اللبنانية، فاحتل الهاشتاغ الرسمي للمعركة «#فجر_الجرود» صدارة الاوسام اللبنانية المتداولة لاربعة ايام متتالية على موقعي «فايسبوك» و«تويتر»، فيما تخطت الفيديوهات التي دأبت مديرية التوجيه على بثها على قناة الجيش الرسمية على «يوتيوب» آلاف المشاهدات بعد دقائق على نشرها، وكذلك لم يسجل موقع «انستغرام» المشهور باستخدامه لنشر الصور الترفيهية والشخصية اي خروج عن القاعدة فانضم الى الاتجاه اللبناني العام مسجلا رقما قياسيا في افتتاح الصفحات الداعمة للجيش اللبناني في معركته ومساهمتها بنشر الصور الخاصة الواردة من داخل المعارك.
ما يحصل في الجرود بات واضحا تماما، عشرون كيلومترا مربعا تفصل الجيش اللبناني عن اعلان الانتصار، الخبر بحد ذاته كسر الرقم القياسي في سرعة انتشاره، في التغريدات والاخبار السريعة والمواقع الاخبارية، بدقائق قليلة استبدلت صور اللبنانيين الشخصية على بروفايلاتهم وبات علم الجيش والعلم اللبناني رمزهم الموحد، في الاثناء اطلقت مجموعة «Blue Force» شعارها الداعم للجيش اللبناني في معركته «جيش وشعب… لكل الوطن» على هاشتاغ «#فجر_الجرود»، الصحافي ربيع دمج تشارك تجربته بالتغطية للاحداث على صفحته فروى احدى الوقائع «حسب رئيس بلدية رأس بعلبك دريد رحال خلال تصويرنا تقريرا معه أكّد أن القدر أنقذ ضابطاً في الجيش اللبناني ليل أمس في الثانية الأخيرة حين حاول نزع علم للتنظيم الإرهابي داعش ولكنه لاحظ أن أسفل العلم مربوط بصاعق كاد ان ينفجر به..ساعات قليلة وسنقول إنتصر لبنان فعلياً من قذارة هذه التنظيمات»، فيما عاد جمال الرز ليطرح نفس السؤال الذي لم يفارق مواقع التواصل الاجتماعي منذ بدء المعارك وعمد حسابات «الاعلام الحربي» التابع لحزب الله الى نشر مقاطع الفيديو التي تظهر تسليم عناصر من داعش انفسهم الى «حزب الله» هربا من المعارك مع الجيش قائلا بتهكم «ليش داعش بدها تهرب للداخل السورى ؟!! وين الحوزب والجيش السورى ؟!! لتأمين الطريق مثلا #لماذا_تأخر_النيزك». محمد حلوم استبق الاعلان الرسمي للانتصار وكتب بفرح مهنئا الشعب اللبناني «مبروك للشعب اللبناني، مبروك للكرامة اللبنانية، مبروك انتصار الجيش اللبناني على الارهاب، وطرده من الاراضي اللبنانية».
«الإعلام الحربي لحزب الله صار إعلام التشويه للجيش !!شو ما عملتوا الزوال اخرتكم. مبروك للبنان الكرامة، مبروك للشعب اللبناني»، كتبت حبيبة درويش، فيما احتفلت ابنة القاع خلود توم على طريقتها وكتبت «طول عمرها القاع تنعرف من باب الفقر والحرمان والتعديات على ارضها وتقديم الشهداء والمآسي، اليوم القاع عم تحتفل بالتحرير والنصر»، اما بول حداد فعلق بسخرية على الهالة المبالغ فيها التي احاطت تنظيم داعش منذ وجوده «الهم سنين بخوفونا بداعش وبخوفوا أهل جونية. ب ٣ أيام يلي صار بجهنم صار، ويلي رجع على ثكنته بسوريا الاسد رجع».
فجر الاثنين الماضي افتتح قائد الجيش العماد جوزف عون معركة تحرير جرود القاع ورأس بعلبك بتغريدة من حساب مديرية التوجيه على موقع «تويتر»، ينتظر اللبنانيون اليوم او بعده اعلان قائد الجيش انتهاء المعركة والانتصار على الارهاب وكذلك تحرير اسرى الجيش اللبناني التسعة من قبضة «داعش»، ان كان عبر تغريدة او عبر هواء البث المباشر للمحطات اللبنانية لا فرق، الا ان الاكيد ان مواقع التواصل الاجتماعي ستكون على موعد محتم مع احتفالات شعبية لبنانية لن يقتصر حصولها على الارض فقط، وستشهد صفحاتها على الارجح على مظهر مميز متعديا الفضاء اللبناني الافتراضي، اخبار العالم وما يدور فيه ستخرقها فرحة وطنية ما زالت مأسورة مع «داعش»، مع جنود الجيش التسعة ومع اهاليهم المنتظرين منذ اربعة اعوام.