IMLebanon

مؤيدو فرنجية: لا متغيرات رئاسية..

لا تراجع إلى الوراء إلا في حال الإجماع على عون

مؤيدو فرنجية: لا متغيرات رئاسية..

لم يكن اعلان سليمان فرنجية من أمام مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بأنه ماض بترشحه لرئاسة الجمهورية، بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على ولادة «مبادرة باريس»، مفاجئاً بالنسبة لعارفيه وراصدي حراكه السياسي.

لم يعط الرجل أية اشارة ولو صامتة بأنّ اليأس تسلل اليه بفعل الأجواء التفاؤلية التي يثيرها العونيون وضربهم لمواعيد رئاسية سريعة. بالعكس، لا عودة الى الوراء، حتى لو كانت مبادرة دفعه الى نادي المرشحين المعلنين، مجمّدة في مكانها. الانسحاب شرطه واحد وهو توفر الاجماع حول مرشح آخر.

الا أنّ ما يثير الانتباه هو توقيت الزيارة الى الرئيس نبيه بري الذي لم يتزحزح في دعمه لترشيح زعيم «تيار المردة»، برغم الانفراج النفطي بين الرابية وعين التينة، مع أنه ما زال معلّقا، واللافت للاهتمام هو اصرار فرنجية على الاحتفاظ بموقعه على «اللائحة الذهبية» قبل ساعات قليلة من موعد الخلوة الحوارية التي دعا اليها مضيفه، والتي ستكون الرئاسة الأولى طَبَقَها الأكثر سخونة.

من يعرف فرنجية جيداً، كما يقول المتحمسون للمبادرة الباريسية، يتأكد له أنه ليس من طينة الرجال الذين يهوون الكلام للكلام، وليس من النوع الذي تحمله حماسته الى القول بكل وضوح إنه لا يزال مرشحاً، اذا كانت جعبته فارغة. لا يمكن للرجل أن يقف على منبر عين التينة ليرفع بطاقة ترشيحه، لو لم يكن متيقّناً أنّ مبادرة ترشيحه لم تفقد زخمها وقوتها.

زد على ذلك، أن الرابية لم تتمكن من استقطاب بري بسبب اصرار الأخير على ربط أية مبادرة ايجابية تجاه الرابية، بتراجع «الجنرال» عن تشكيكه بدستورية مجلس النواب.

هكذا، بدا فرنجية أكثر تمسكاً بموقعه المتقدم وأكثر حرصاً على تذكير من سها عن باله، بأنه لا يزال مرشحاً أكثر من أي وقت مضى. طبعاً، بدت الحاجة الى هذا «المنبه»، حسب تعبير المقربين منه، «ضرورية، بعدما تراكمت الشائعات التي تقول إن فرنجية سيعلن سحب ترشيحه لمصلحة عون».

بالنسبة لـ «المردة»، كان لا بدّ من تصويب المسار، خصوصاً أنّ مؤيدي زعيمهم ليسوا مقتنعين بـ «المناخات الوردية» التي يحاول مقربون من عون تعميمها، مرفقة بسيناريوهات ما بعد التربع على عرش قصر بعبدا. بهذا المعنى، أصرّ فرنجية على التأكيد بنفسه أنّ اسمه لا يزال قادراً على استقطاب أكبر قدر من التوافق الذي يخوله عدم مغادرة الحلبة الرئاسية.

يقود ذلك للاستنتاج بأن لا تعديل في المشهدية الرئاسية، سواء لجهة ثبات خيارات اللاعبين المحليين أو القوى الاقليمية، وبالتالي «لا حاجة لأن يعبر سعد الحريري يومياً عن تمسكه بترشيح الزعيم الزغرتاوي، برغم ادراك الأخير أن هناك من يحاول من قلب «تيار المستقبل» الترويج لسيناريو آخر بغية تحرير الرئاسة الأولى من قبضة الشغور… لكن هذه المحاولات باءت بالفشل» على حد تعبير المقربين من فرنجية.

لم يعد التواصل بين «بيت الوسط» وبنشعي، يحتاج إلى معاملات رسمية. هو تواصل شبه يومي ومستمر ولا يحتاج إلى «طبل وزمر» طالما هو مصان برغبة الفريقين بحماية المبادرة الرئاسية واستمرار احتضانها.

هذا الواقع لا يمنع فرنجية من التكرار بأنّه في حال نجح «الجنرال» في خطف التوافق حول ترشيحه، فإن زعيم «المردة» لن يكون حجر عثرة تعرقل تتويجه رئيساً للجمهورية. أما غير هذا السيناريو، «فلا تتوقعوا من القطب الزغرتاوي التراجع قيد أنملة عن ترشيحه».