IMLebanon

مناصرون لعون: كيف يزورون من شتم الجيش وسخر من يسوع الملك؟

تفاجأ اللبنانيون عموماً ومناصرو العماد ميشال عون خصوصاً، بزيارة وفد من «التيار الوطني الحر» الى دارة النائب خالد الضاهر في طرابلس، برئاسة منسّق عام التيار بيار رفول مكلّفاً من العماد عون، وضمّ الوفد عدداً من اعضاء المكتب السياسي ومستشاريّ وزير الطاقة ارتيور نظريان ووزير الخارجية جبران باسيل. وبعد اللقاء اشار رفول الى انه حمل رسالة من الجنرال، حملت عنوان التقارب والتفاهم وتثبيت الحوار والتلاقي مع الضاهر، وبأن هذه العلاقة لن تكون ظرفية بل ستستمر.

هذه العناوين شكلت صدمة لدى اكثرية مناصري «التيار الوطني الحر» بحسب ما تنقل مصادرهم، لانهم توّقعوا كل اشكال الحوارات إلا الحوار مع النائب الضاهر، الذي كان في الامس القريب من ابرز منتقدي الجنرال، الذي بدوره كان يوّجه اليه شتى انواع الانتقادات، مذكرين بالكلام الذي اطلقه الضاهر منذ سنة وشهر بالتحديد، عن القديسين والتماثيل والشعائر الدينية المسيحية، حين ُطرحت فكرة إزالة الشعارات الحزبية من على مستديرة ساحة النور في طرابلس، وعبارة: «قلعة المسلمين طرابلس»، بحيث هاجم الضاهر حينها الرموز المسيحية المتواجدة ضمن الكنائس، وخصوصاً تمثال يسوع الملك ودعا الى إزالته، كردّ على إزالة العبارة المذكورة من الساحة، مع العلم بأن فكرة تعديلها طرحت قبل ذلك التاريخ، في ظل مشاورات مع المسؤولين والمشايخ ، كما ان عبارة «الله» لم يكن مطروحا ازالتها على الاطلاق.

ولفتت هذه المصادر الى ان تلك الحادثة اكدت وجود حقد دفين لدى الضاهر، الذي لم يدرك خطورة ما قال، وهو بالتأكيد كان مستاءً حينها من حوار حزب الله وتيار المستقبل، لذا «فشّ خلقه بالمسيحيين»، لكن «يسوع الملك» بقي صامداً وسيبقى كذلك.

الى ذلك ترى مصادر سياسية مراقبة، بأن زيارة وفد التيار الى منزل الضاهر، اتت رداً على ترشيحه ودعمه للعماد عون لرئاسة الجمهورية، وخصوصاً بعد تصريح الاول بأن عون يمثل ضمير المسيحيين وهو قوة سياسية على إمتداد الوطن، إضافة الى قوله بأن ترشيح الحريري لفرنجية أزعج شارعنا وأذى حلفاءنا، لافتة الى ان رفول اكد بدوره بأن زيارتهم الضاهر «رد جميل» لأنه اتخذ مبادرة سبّاقة، لكنها ابدت إستياءها لان اللبنانيين لم ينسوا بعد كيف ان الاخير هاجم وشتم المؤسسة العسكرية، ووجّه اليها شتى انواع الاتهامات، خصوصاً بعد مقتل إمام وخطيب جامع البيرة الشيخ احمد عبد الواحد ومرافقه في العام 2012 إثر إشكال على حاجز للجيش اللبناني في الكويخات، اثناء توجهه الى حلبا ليلقي خطاباً في الحشود بمناسبة ذكرى 7 ايار، وحينها حمّل الضاهر الجيش وقائده العماد جان قهوجي كامل المسؤولية، قبل أن يقول القضاء كلمته ويحدّد المسؤولية، مع العلم أنّه تمّ توقيف ضباط وجنود وأحيلوا الى المحكمة العسكرية وفقاً للقانون.

ورأت بأن الانفتاح على الضاهر اغضب حزب الله ايضاً، الذي يوّجه له الضاهر الانتقادات بإستمرار، ويتهمه بالارهاب وبأخذ لبنان الى المحور السوري – الايراني، كما اغضب الحزب السوري القومي حليف عون، الذي يتهم مناصري الضاهر بحادثة حلبا حين تم قتل عدد من القومييّن، ولذا عاد الحزب ليؤكد دعمه للنائب فرنجية، بحيث حسم هذا القرار نهائياً، خصوصاً بعد تصريح رفول بأنه تم الاتفاق على العناوين العريضة بين التيار والضاهر.