IMLebanon

من لم تقتله إسرائيل سيُقتلُ في سوريا!

 

قاسم يُجهز على الحزب

 

مرة جديدة يُمارس “حزب اللّه” عبر أمينه العام الجديد نعيم قاسم تقيّة لم تعد تُقنع أحداً. ويبدو أن قاسم ومن يتّخذ القرارات في “حزب اللّه” اليوم لم يتعلّم من تجارب الحرب التي خاضها الحزب ولم يربح من خلالها إلّا شرخاً داخلياً على المستويَين الشيعي واللبناني، لا بل حصَد بعد حربه الأخيرة نقمة وتململاً ضمن بيئته التي خسرت شبابها على مسارح وساحات شعاراتها رنانة وأهدافها غير لبنانية.

 

 

ظنّ كثيرون أن قاسم في إطلالته اليوم أراد أن يستريح ويُريح شيعته من الحرب، لكنّه أعلن مساندة الرئيس السوري بشار الأسد في معارك سوريا، من دون أن يحدّد كيف وأين ومتى لكنّ المعطيات تؤكد أن “حزب اللّه” بدأ بإرسال من نجوا من إسرائيل، ليُقتلوا على يد المعارضة السورية في تكليف شرعيّ إيرانيّ على ما يبدو لا يأخذ في الاعتبار سوى “وحدة الساحات”. ولأن قاسم وحزبه يمارسان التقيّة لم يكن وقع استدارته في المواقف الداخلية مدويّاً خصوصاً في تحديده قوة “حزب اللّه” والتي اختصرها بثلاثية جديدة،”مشروعه السيادي الذي يريد بناء دولة العدالة بالتعاون مع كل الأطراف”و بـ “بنيته وتمثيله النيابي وشعبيّته”، و بـ “كونه مكوّناً رئيساً في البلد مع المكوّنات الأخرى وسيبقى كذلك”.

 

وعلى الرغم من أن لا حديث عن السلاح ولا عن ولاية الفقيه ولا عن مشروع أكبر من لبنان، في قوة “حزب اللّه” إلّا أن من يتعمّق في خطاب قاسم يعرف أنه يحاول استيعاب الصفعة الإسرائيلية والنقمة الشعبية اللبنانية والضغط الدوليّ الكبير، بالإضافة إلى انشغال إيران اليوم بمعارك سوريا وبالداخل الإيراني الذي قد يشتعل في أي لحظة.

 

 

ولعلّ ما يؤكد أن قاسم ينحني مع العاصفة لكنه يستعد لإغراق لبنان في وحول مشروعه غير اللبناني قوله: “سنقيّم ما مررنا به من أزمات وحرب ونستفيد من الدروس والعبر للتطوير والتحسين في كل المجالات”.

 

 

وأرفق هذه العبارة بعبارة: “انتصرنا لأن المقاومة باقية ومستمرة”. فهل التطوير يا شيخ قاسم سيلحق المسيّرات والصواريخ؟ وهل من يستفيد من الدروس والعبر يُرسل بعد أقل من أسبوعين على وقف حرب هي الأقسى على “الحزب”، شبابه إلى سوريا للقتال؟ أي دروس هذه التي تتكلم عنها ولماذا تكذب مرة جديدة على بيئتك وناسك؟ وإذا كنت يا شيخ نعيم تعتقد أنك بالـ 8000 دولار ستشتري صمت من خسروا كل شيء ليخسروا إمكانية ترميم ذواتهم قبل بيوتهم فأنت واهم.

 

 

البيئة الشيعية ستردّ لكم الصاع صاعَين في الانتخابات المقبلة وهي ستنتخب ضد السلاح وضد المشاريع غير اللبنانية وضد بيع دماء المقاتلين المؤمنين بلبنان في سوق النخاسة الإيرانية ونزولاً عند رغبةٍ غير لبنانية. البيئة الحاضنة التي تحدثت عنها يا شيخ قاسم تسألك لماذا لم تأتِ في خطابك الثاني بعد الهدنة على ذكر تشييع جثماني السيّدين حسن نصرالله وهاشم صفيّ الدين؟ وتسأل لماذا تصوّبون على الجيش اللبناني وعلى قيادته في مؤسساتكم الإعلامية المموّلة مباشرة من إيران في حين ترسلون رئيس جهاز التواصل وفيق صفا للقاء قائد الجيش جوزيف عون؟ وهل ما زال أسلوبكم بعد الحرب يعتمد على الترهيب في الإعلام ومحاولة الترغيب في المجالس الخاصة، أم ستعودون إلى مرحلة الـ 2005 وما تلاها من تصفيات استمرّت حتى قبل السابع من تشرين الأول عام 2023 ببضعة أسابيع؟

 

 

شيخ قاسم مع احترامنا لوجودك على رأس مكوّن لبنانيّ نحبّه ونرتضي العيش معه ومع المكوّنات اللبنانية كافة، لكنّ إطلالاتك غير مفيدة في شدّ عصب بيئة تعبت من مغامراتكم بأرواحها وجنى عمرها. وغير موفّقة في إخافة إسرائيل التي دمّرتكم ودمّرتنا معكم وبسببكم. وغير موفّقة في إقناع اللبنانيين بأن سلاحكم باقٍ ومشروعكم باقٍ. فإما عودوا إلى لبنانيتكم أو كما قالت لكم “نداء الوطن” في العدد الصادر بتاريخ 3- كانون الأول الماضي: اقعدوا عاقلين…