تكتسب المعركة الانتخابية المنتظرة في دائرة الشوف – عاليه، اهمية خاصة لاسباب ومعطيات مختلفة، اولها وجود تنوع سياسي وطائفي في الدائرة، وثانيها ارجحية حصول معركة حامية بين لوائح عدة نظراً لاستحالة توافق المكونات السياسية المختلفة على تشكيل لائحة واحدة، على اعتبار ان هناك خلافات كبرى بين كثير من القوى يصعب معها اللجوء الى مثل هذا الخيار، كما ان القانون النسبي الجديد، والذي يأخذ بالصوت التفضيلي على صعيد القضاء سيؤدي الى احداث مفاجآت سواء في هذه الدائرة او في معظم الدوائر الاخرى على مستوى لبنان.
ومن هذا المنطلق من غير الواضح حتى الآن طبيعة التحالفات التي قد تمّ التوصل اليها بين القوى السياسية في دائرة الشوف – عاليه، وهو الامر الذي تؤكد اوساط قريبة من رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، وتقول ان شيئاً لم يتقرر حتى الآن، وتبقى كل الاحتمالات واردة حول طبيعة التحالفات، وان كانت تستبعد حصول تحالف مع النائب وليد جنبلاط، لان الاخير يريد الابقاء على هيمنته على معظم نواب هذه الدائرة خاصة في الشوف، لما تمثله بالنسبة له ولنجله تيمور جنبلاط من تأكيد على الزعامة الجنبلاطية.
وتضيف ان المؤكد ا لوحيد بالنسبة لحزب التوحيد ورئيسه، انه سيترشح عن المقعد الدرزي في الشوف، من ضمن لائحة يتم العمل لها منذ الآن، وان كانت كل الخيارات مفتوحة حول التحالفات الممكنة:
وتوضح انه من المرجح ان يحصل تحالف مع التيار الوطني الحرّ، واما اذا تحالف التيار مع المستقبل والقوى الاخرى التقليدية فالامور ستختلف عندئذ، كما انه من المرجح حصول تحالف مع الحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الشيوعي وشخصيات سياسية وازنة.
وبغض النظر عن طبيعة ما يمكن ان تبلغه التحالفات في الانتخابات النيابية المقبلة تبدي الاوساط القريبة من الوزير وهاب تفاؤلها بشكل كبير بان اللائحة التي ستضم مرشحين لحزب التوحيد والقوى الاخرى التي سيحصل التحالف معها ستخرق اللوائح الاخرى، سواء كان هناك لائحة واحدة اواكثر – باكثر من مقعد، لكن الاوساط مرتاحة جداً الى ان وهاب سيفوز بالمقعد الدرزي الثاني في الشوف انطلاقاً من الاعتبارات التالية:
1- ان هناك حوالى 26 الف صوت درزي قد يصوتون لتيمور جنبلاط، وبالتالي يراهن على هذا الرقم لكي يثبت جنبلاط شرعية نجله، الا ان المزاج الدرزي العام مختلف عما كان عليه في العام 2009.
2- ان جنبلاط يراهن على فوز نجله والمرشح الدرزي الثاني، الى جانب النائب نعمه طعمه في الشوف، في مقابل عدم فوز الوزير وئام وهاب، لكن كل الاستطلاعات لا تؤشر الى ذلك.
3- ان الصوت التفضيلي سيكون مقررا اساسياً في نتائج الانتخابات، بعد احتساب اللوائح عدد الاصوات التي نالتها لكي تتمثل بمقاعد معينة من ضمن الدائرة المعنية، وبالتالي فالرأي العام الدرزي الذي يتوقع ان يصوت للوزير وهاب سيصل بحسب الصوت التفضيلي الى ثمانية آلاف صوت (دون احتساب الطوائف الاخرى).
4- هناك الصوت الشيعي (حوالى الفي صوت) حيث يتوقع ان تصب النسبة الاكبر الى جانب وهاب واللائحة التي ترشح من ضمنها.
5- الصوت المسيحي المعترض على هيمنة جنبلاط في الشوف، وكل المؤشرات تقول ان هناك نسبة عالية من الناخبين المسيحيين ستصب اصواتهم مع وهاب، لان هناك مزاجاً مسيحياً مؤيداً للاخير.
ووفق مصادر اساسية متابعة تقول ان طبيعة الخرق مرتبط بامرين، عدد الاصوات التي ستنالها كل لائحة في الدائرة عموماً وفي القضاء خصوصاً، على اعتبار ان عدد الاصوات الاجمالي الذي على اساسه سيتحدد عدد مرشحي كل لائحة الذين سيفوزون في الانتخابات وثانيا كيفية توزيع الاصوات التفضيلية، من قبل اللائحة الاكبر اي مدى قدرة المتحالفين على توزيع الصوت التفضيلي، وبالتالي فهذا التوزيع يجب ان يحصل في «ميزان من الذهب» حتى لا تحصل مفارقات غير محسوبة بالنسبة لهذه اللائحة، او تلك.
وتضيف انه من المرجح كثيرا حصول اختراق بالمقعد الدرزي الثاني في الشوف او باكثر من مقعد للائحة الكبرى التي يتوقع ان تضم جنبلاط و«القوات اللبنانية»، وربما تيار المستقبل او قوى اخرى، لان طبيعة الخرق يتحدد وفق حصول مرشحي اللائحة الاساسية على كمية الاصوات التفضيلية في كل من الشوف وعالية، وفق ما هو محدد من مقاعد لكل طائفة.
في كل الاحوال، تقول الاوساط القريبة من الوزير وهاب ان الخرق في المقعد الدرزي الثاني في الشوف، هو الذي سينتج توازناً في المنطقة، لان التجربة السابقة في انتخابات الشوف اكدت ان النواب الذين فازوا من قوى سياسية اخرى لم يتمكنوا من احداث مثل هذا التوازن هناك، وبالتالي فالتوازن يحصل من خلال حصول خرق بالمقعد الدرزي الثاني.